فَقَالَ الْمَلِكُ لأَرُونَةَ: «لاَ، بَلْ أَشْتَرِي مِنْكَ بِثَمَنٍ، وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً». فَاشْتَرَى دَاوُدُ الْبَيْدَرَ وَالْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. (صموئيل الثاني24:24)

بسبب المنافسة التِّجارية التي يروِّج لها النِّظام الرَّأسمالي، يندفع الكثيرُ من النَّاس إلى البحث عن المزايا في كلِّ شيءٍ. يحدثُ هذا أيضًا في بيتِ الله أحياناً. عندما سكبتْ مريمُ ناردين كثيرِ الثَّمن على جسَد يسوع، اشتكى التَّلاميذ ووصفوا ذلك بالإسراف، وِفقًا لهم، كان من المُمكن أن يُباع هذا العِطر ويُوزَّع ثمنُه على الفُقراء (مرقس 14: 3-8). هذا العذر ملأَ جيوبَ الكثيرين وملأَ الجحيمَ أيضاً بالذين ضلُّوا.

رفضَ داودُ عرضَ أرونة أن يُعطى الأرضَ ليبني مذبحًا للربِّ. حتى أنَّه قدَّم ثيرانًا، لكنَّ داود كان ثابتًا في عدم قبول هذا العَرض. وأوضح الملكُ أنَّه لن يقدِّم لله شيئًا دون تكلفة. بنفسِ الطَّريقة، أنتَ أيضًا يجب أن ترفضَ إعطاء العليّ شيئًا لا يكلِّفك الكثيرَ، سواءً في التَّقدمة أو الصَّلاة. من الضَّروري أن تنخرط أكثر بكلِّ الطرق المُمكنة في العمل الإلهي، وإلَّا فأنتَ لا تؤمن بهِ.

هناك أشخاصٌ ضالُّون يفعلون من أجل دياناتهِم أكثرَ ممَّا نفعله لإلهِنا. كثيرٌ منهم بنوا بيوتَ السِّحر وأعطوها للأرواح. ولكنَّ القليلين من خدَّام الربَّ تجاسَروا واشتروا أرضاً لبناء المعابد وتبرَّعوا بها للآب السَّماوي. كم عدد رجال الأعمال الذين يحسِبون رصيدهم السَّنوي ويشكرون الله لأجلِ الرِّبح الذي حصَلوا عليه، لكن هل يُعيدون العُشر للربِّ والتَّقدمة السَّخيّة أيضًا؟

هناك أشخاصٌ يُنفقون أموالاً كثيرة على المُنتجات الصِّحية وخدمات التَّجميل- المانيكير والمدلّكين ومصمِّمي الشَّعر والعِناية الأخرى بالجِسم والمَظهر- أكثر من التَّقدمات للربّ. ألا يعلم هؤلاء النَّاس أن السَّماء هو المكان الذي تُجمع فيه الكنوز، حيث لا يوجد عثٌّ ولا صدأ؟ (متى20:6). أولئك الذين يُعلِنون أنَّهم يحبُّون العليَّ يجب أن يتعلَّموا كم هو مُربِحٌ أن يستثمرون في حصادِ الله.

يجب ألَّا يتأثَّر المسيحيُّون بشيطان البُؤس، ففي أحسنِ الأحوال، يسمح لك هذا الكائن الشِّرير بإعطاء الصَّدقات إلى بيت الربِّ. ولكن لا يُمكن للإرساليَّات أن تنتظر. فكلَّما تأخَّرنا في دخول منطقةٍ وثنيّة، يموتُ الكثيرُ من الأشخاص الضَّالين دون معرفة يسوع، وسيذهبون إلى الجحيم. كيف نضعُ رؤوسنا على الوسادة ليلاً وننام مادام هؤلاء النَّاس سوف يهلكون؟

افحص نفسَك وانظر إذا كنتَ قد طلبتَ ملكوت الله وبرَّه في المقام الأوَّل (متى33:6). الشَّخص الذي يُطيع إرشاد الربِّ، تُستجاب صلاته. الإيمانُ الذي يفتح اليدَ يفتحُ القلبَ أيضًا. الأمرُ هو: أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ».

يجبُ أن يتبعَ الذين يحبُّون الله مثالَ داود. إذا أنجزنا شيئًا للربِّ ولعملهِ، فعلينا أن نبذل قصارى جُهدنا. يجب على الشَّخص الذي يستطيعُ شراءَ أرضٍ جيِّدة ألَّا يشتري أرضًا سيِّئة. عندما تقدِّم عطيَّة، افعل ذلك من كلِّ قلبك وليس بحكمةِ هذا العالم. يجب أن يُعامل بيتُ الآب بكلِّ الحبِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز