قوة الإيمان

علِمَ داودُ أنَّ في أيَّامهِ أنَّ لا فائدة من الجِهاد لإتمام الوَصايا، حيثُ سادَ الشَّيطانُ على العالم بسببِ خطيئة آدم. حتى لو مارسَ شخصٌ ما الكلمة- وبالتَّالي كان محبوبًا من الله-، فإنَّ هذا الشَّخص لا يخلُص بشكلٍ نهائي، لأنَّه يبقى تحت دينونة الخطأ الذي ارتكبه أبينا الأوَّل. أمَّا اليوم فقط تغيَّر الوضعُ تماماً من خلالِ العَمل الذي قام به يسوعُ لخلاصِنا.

استُخدِم كاتبُ المزمور في الصَّلاة حتى يتمَّ الخلاصُ بيمين الربِّ. اشتاقَ الربُّ إلى الخلاصِ الكامِل. وهكذا ينجو الإنسانُ السَّاقط. وقد أعدَّ القديرُ هذه الطَّريقة لتنفيذ انتقامِه عندَ مجيء ذلك اليوم. لم يَفهم الشَّيطانُ ذلك. عندما ماتَ المسيحُ على الصَّليب، اعتقدَ العدوُّ أنَّ يسوعَ سيبقى في قبضتِه إلى الأبد، لكنَّه كانَ مخطئًا تمامًا.

لم يستطِع القديرُ أن يسمعَ شعبَه قبلَ أن يُخلِّصَنا بيمينِ قدرتهِ، لأنَّ خطايانا سترتْ وجهَه عنَّا (إشعياء 59: 2). ولكنَّ عملَ يسوع الفدائي أزالَ أخطاءنا وجعلَ صلواتنا تصلُ إليه. أولئك الذين لا يصرخون، والذين لا يتحدَّثون إلى الربِّ عمَّا يجري، عن أحلامِهم أو صعوباتِهم، يخسرون الكثيرَ بالتَّأكيد، لأنَّ الطريقَ باتَ مفتوحاً إلى حضرة الآبِ اليوم.

طلب داودُ أن يتمَّ ذلك من أجلِ أحبَّاء العليِّ- أولئك الذين لديهم الوصايا ويحفظونَها (يوحنا21:14). خلالَ أيَّام الملك، لا يُمكن للشَّخص أن يحصلَ على استجابةٍ لطلباتهِ إلَّا إذا اتَّبع جميعَ متطلَّبات النَّاموس. اليومَ، يبدأ خدَّام الله في التَّمتع بالبركات التي تمَّ توفيرها بمجرَّد أن يتعلَّموا ما يخصّهم في المسيح.

جاءَ خلاصُنا بولادة يسوع وعمله الكفاري عن البشريَّة جمعاء. عندما اقترب حملُ الله من الجلجثة، قال إنَّ رئيس هذا العالم قد دِين (يوحنا31:12). الآن، لم يَعُد للشَّيطان أيَّ سلطةٍ على الذين نالوا الخلاصَ ولا يستطيع أن ينتصرَ بهجماتهِ على مختاري الربِّ. لقد جعلنا أسياداً لأبينا لكي نملك في الحياة (رومية17:5).

سارَ يسوعُ إلى الصَّليب كمحاربٍ حقيقيٍّ لا يخافَ العدوَّ. عرف المسيحُ أنَّ الخطيئة وآلام البشرية الأخرى ستقعُ عليهِ، رُغم ذلك، لم يستسلِم. الآن، لا يستطيع الشَّيطانُ أن يُلقي شرورَه علينا، فقد تحرّرنا تمامًا من أفعالِه. لذلك، قُم بثباتٍ واطرح كلَّ شرٍّ يحاول الاقتراب منك.

اليوم، تمَّتْ صلاةُ هذا الملك الحَبيب. لذلك لا تخضع لأكاذيب الشِّرير. استفِد جيِّدًا من حقيقة أنَّك أصبحتَ على درايةٍ بالعملِ الذي أنجزَه يسوعُ لصالِحك واحصل على التَّحرير. لم يَعُد بإمكان الشَّيطان أن يضطهد حياتِك، لأنَّك في المسيح أكثر من منتصرٍ. لذا عِشْ واستمتِع بحرِّيتك!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز