-
-
وَكَلَّمَ صَمُوئِيلُ كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتُمْ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ رَاجِعِينَ إِلَى الرَّبِّ، فَانْزِعُوا الآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ وَالْعَشْتَارُوثَ مِنْ وَسْطِكُمْ، وَأَعِدُّوا قُلُوبَكُمْ لِلرَّبِّ وَاعْبُدُوهُ وَحْدَهُ، فَيُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». (صموئيل الأول3:7)
بكى شعبُ الله بسببِ ظلم الفلسطينيين. لقد هزموا إسرائيلَ وأخذوا تابوتَ العهدِ إلى أراضيهم. ولكنَّ الربَّ أرسلَ ضرباتٍ رهيبةٍ لإلحاقِ الأذى بهم. عندما عادَ التَّابوت إلى أرض المَوعد، استجابةً لصُراخ بني إسرائيل، وجَّهَهم النَّبي صموئيل على ما يجب فعله للتَّخلُّص من هذه المعاناة. هذا التَّحذير نفسه يخدمنا اليوم.
التَّوجه الأوَّل هو التَّحوُّل إلى الربِّ من كلِّ القلب. الآن، لا يقبل الله اهتداء إنسانٍ "فاتر القلب"، عندما يصبح الشَّخص متدينًا، ولكنَّه يفتح مساحات للأفعال التي تدينها الكلمة. فلن يستفيد شيئاً. لأنَّ الحقيقة هي أنَّه إذا لم يشغل الله كلّ قلوبنا، فلن يشغل شيئًا، لأنَّه لا يشارك مكانه مع الشَّيطان أو مع مشاريعنا الشَّخصيّة.
إنَّ إبعاد الآلهة الأجنبيَّة هي توصية أخرى من الربِّ. وهكذا، لا يزال العديد من خدَّام الله حتى اليوم لا يفهمون سببَ عدم استجابة صلواتهم. على سبيل المثال، أولئك الذين يُهيمن عليهم الجشَع، يقودهم "إله" هذه الخطيئة. يحدث الشَّيء نفسه مع الذين تمتلكهم الشَّهوة، والجسَد، وعدم الأمانة، و"الفشل" في الأمور الشَّخصية الأخرى. الآن، وراء هذه الخطايا، هناك كياناتٌ يجب طردها.
يجب منع الْعَشْتَارُوثَ- المنحوتات الصُّوفية- من وسط شعبِ الله. هذا يعني أنَّنا لا نستطيع أن نصلِّي أو نعبد كما يفعل الضَّالون، باستخدام مواد تُعتبر "مقدَّسة" أو لأجل حمايتك. يجب أن نستخدم ما تسمح به كلمة الله لنا فقط، وفي نفس الوقت، يُمكننا أن نعطي الربَّ ما أعطانا إيَّاه أوَّلاً. ما يأتي من الإنسان أو الشَّياطين لا يُمكن أن يكون جزءًا من إيماننا. إذا حدث ذلك فلن نلقى استجابة وسنكون مرفوضين.
يجب أن يهيِّئ الإسرائيليُّون قلوبَهم للربِّ. بسبب حقيقة أنَّ رحبعام، حفيد داود، لم يتصرَّف بهذه الطريقة، لم يتمكَّن من الحِفاظ على مملكة إسرائيل. كان هذا أيضًا السَّبب الرَّئيسي لسقوط العديد من المُخلّصين. اعلم أنَّ هذا الإعداد يعني الرِّغبة في طلب الإرشاد الذي تضمنه الكلمة وقبولها.
كان هدفُ بني إسرائيل هو ببساطة إطاعة الله القدير. إذا كان هدفك في الإنجيل هو التَّمتع بالبركات فقط، فلن تحصلَ على الحياة الوفيرة التي وَعَد بها يسوع مطلقاً. الآن أولئك الذين يَسعون جاهدين لخدمة العليِّ سيَرون أنَّهم سيكونون في حالة أفضل بكثيرٍ ممَّا لو كافحوا من أجل تحقيق رغباتهم الخاصَّة.
إذا أخذ بنو اسرائيل مكانتهم، سيَنجون من أيدي الفلسطينيين. لقد قطع هذا الوعد من لديه محبَّة وغيرة لشعبِه. يجب أن يكون هدف إيماننا هو التحرُّر من سيادة العدوِّ وتأثيره. وسنرى أنَّ الإنجيل في الواقع هو قانون الحرِّية الكامل. باتباع تعليمات الربِّ، لن يهزمنا الشَّيطانُ أبدًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز