رسالة اليوم

27/08/2022 - عندما تنتهي المعركة

-

-

وَخَرَجَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الْمِصْفَاةِ وَتَبِعُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَضَرَبُوهُمْ إِلَى مَا تَحْتَ بَيْتِ كَارٍ. (صموئيل الأول11:7)

يجب أن تحاربَ معركتك ضدَّ الخطيئة أو الأمراض حتى تختفي آثار الشِّرير من حياتك. إذا انتصرتَ في 99٪ من المعركة، لكنَّك تجاهلتَ 1٪، فإنَّ الشَّيطان سيُعيد تجميعَ صفوفِه بالتَّأكيد، ويُعيد تشكيلَ قوَّته واستراتيجيَّته. ثمَّ في لحظةِ إهمالٍ، سيعود برغبةٍ أكبر لإلحاقِ الهزيمة بك. أعظم رغبةٍ لدى العدوّ هي أن يجعلك تخضع لإرادته المُهلكة.

يجب أن نطاردَ أعداءنا دون هوادةٍ حتى تتمَّ إبادتهم، لئلَّا تتوفَّر لهم أيَّة شروط لمهاجمتِنا بعد الآن. إنَّ الشَّيطان يثور علينا بهدفِ القتل والسَّرقة والتَّدمير (يوحنا10.10أ). لذلك لا يجدر اعتباره غير مؤذٍ أو ضعيف جدًا، فذلك سيجعلنا نتعثَّر. وراء كلِّ روح شرٍّ تختفي قوَّة من الجَحيم!

الشَّيءُ الصَّحيح أن تقاوم الشَّر الذي هاجمك حتى تراه يسقط تحتَ قدميك. كان هذا هو موقف داود مع أعدائِه. يقولُ في سفر المزامير أَتْبَعُ أَعْدَائِي فَأُدْرِكُهُمْ، وَلاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ. أَسْحَقُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ. يَسْقُطُونَ تَحْتَ رِجْلَيَّ. (مز18: 37، 38). اعتبرَ الملكُ نفسه منتصراً في المعركة عندما يسحقُ خصومَه تماماً. بنفس الطريقة، يجب أن نجاهد حتى الرَّمق الأخير.

"ردّهم للوراء" هو رمزٌ يعني تدمير العدوِّ تماماً. سيحدث هذا عندما تمتلئ بحضور الله. بعد ذلك، ستشعر في قلبك أنَّ الشَّر قد تشتَّت وغادر تمامًا. رغم أنَّ فرح القداسة والصَّحة وكلَّ البركات الأخرى مازال غير موجود في حياتك، سيظلُّ هناك الكثير من الجِهاد. فنحن نحيا بالإيمان وليس بالعَيان (2 كو7:5)، وهذا الفرح يأتي بالإيمان فقط، كعلامةٍ على أنَّ يسوع قد زارنا.

ذهب الفلسطينيُّون إلى الحربِ، لكنَّ العليَّ دافع عن بني إسرائيل بسبب ثقتهم به. عندما بدا أنَّ شعب الله سيَهلك، أرسلَ الربُّ عاصفة قويَّة، فهربَ الأعداء جميعًا مذعورين. الطرق المتنوعة التي يُمكن للقدير أن يساعدنا بها تفاجئ الشِّرير، الذي لا يُمكن بأيٍّ حالٍ أن يواجه تدخّل العليِّ. في حالة الفلسطينيين، كان عمله مرِناً.

إنَّه لأمرٌ جيِّدٌ ومُثمِرٌ للغاية أن نثقَ في الآب السَّماوي، لأنَّه سيفعل كلَّ ما هو ضروريٌّ ليمنحنا النَّصر. بالتَّأكيد، سيعرفُ إلهنا كيفيَّة إحداث "عواصف" مثل هذه أو حتى أسوأ من ذلك. ما زلنا لا نعرف ما يحدث في العالم الرُّوحي عندما ينهضُ العليُّ ليباركنا، إنَّه أمرٌ هائل. يجب أن نفي بتوجيهاته، حتى تتمَّ الاستجابة لطلبنا ولكي ننجحَ!

انتهت المواجهة، فوضعَ صموئيلُ حجرًا (الآية ١٢) قائلاً إنَّ العليَّ قد أعانَهم حتى تلك اللَّحظة. يجب أن نحتفل بانتصارنا بعد انتهاء المَعركة وتقديم العبادة للعليِّ. يشير هذا الفعل إلى خلوِّ أراضينا من الأعداء. إذا ثبتنا في الإيمان، سيكون من المُستحيل على الشَّيطان أن يهاجِمنا مرَّة أخرى.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز