بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي. (مزمور8:4)

إنَّ السَّلام المُعطى لك بيسوع لديه القدرة على فعلِ كلِّ ما هو ضروريٌّ في حياتك. فهو يَحمي كيانك بالكاملِ، وحتى إذا سَعى الجحيمُ إلى دفعِك إلى ممارسةِ ما تحرِّمه الكلمة، فلن ينجحَ. لا سبيل إلى أن يقيِّدك إبليسُ أو يسبِّب لك المعاناة، فقد هزمَه إلهنا. أعظم استراتيجيّةٍ للشِّرير هي أن ييأسَ النَّاسُ بفعل تهديداتِه، لكنَّ سلامَ المَسيح يَحمي الذين يخافون الربَّ.

عندما يكون لدينا ارشاد العليِّ، يُمكننا أن نرتاحَ فيه. أمَّا الذين لا يخافون الله، رغم أنَّهم يدعون أنفسَهم مسيحيين، لكنَّ أحلامَهم تتحقَّق وسوف تُسرَق منهم. الآن، لماذا القلق مادامت هذه المواقف تُؤخذ حسبَ الوحي الإلهي وتتمُّ بسلام الربِّ؟

على سبيل المثال، يئِس جيحزي عندما رأى جيشَ سوريا مُحيطاً ببيتِ أليشع (الملوك الثاني6: 15-17). كانت مهمَّة هؤلاء الرِّجال إلقاء القبضِ على النَّبي ونقله إلى تلك الأمَّة. كان ذلك لأنَّ أليشع قد اكتشفَ مُسبقًا خِطط ملك سوريّا لمهاجمة إسرائيل (الآية 12). لقد نسيَ هذا الوالي أنَّ خطَّته كانت معروفة من قِبل النَّبي الذي كان يصلِّي من أجل الأمر. لذلك كان أليشع مستريحًا بسلام الربِّ.

حاولَ العدوُّ أن يقودَ داود إلى اليأس في أيّامه، ولكنَّه تمسَّك بالوعود الإلهيَّة، فحفظه سلامُ الربِّ. يستخدمُ الشَّيطان نفسَ الاستراتيجيّة في أيامِنا هذهِ، وعلى الرُّغم من أنَّنا جزءٌ من شعب الله، لكنَّ الكثيرين ييأسون من كلام الشِّرير. الآن، إذا كان لديك سلامُ المَسيح، فلن يحدثَ شيءٌ لك خارج الإرادة الإلهيَّة.

يجب على كلِّ من يَضع ثقته في الآب ألَّا يقبل تهديدَ العدوِّ أبداً على أنَّه أمرٌ حقيقيٌّ، لأنَّه مجرَّد كذبةٍ (إرميا7:17؛ يوحنا44:8). يجب على كلِّ مسيحيٍّ أن يفهم أنَّه خارج ملكوت الظَّلام بالفِعل؛ لذلك لا تستطيع أسهمُ الشَّيطان المُرسلة أن تضرِبك (كولوسي13:1، أف 6، 16). سيسقط ألفٌ عن جانبك ورِبوة عن يمينِك، إليك لا يقرب (مزمور7:91). خدَّام الربِّ الحقيقيُّون مُحاطون بحضورهِ المَجيد دائماً.

اكتشفَ داودُ أنَّ محبَّته لله- بحفظ الوصايا الإلهيَّة- سمَحتْ للقدير أن يحفظه آمِناً. إذا لم تكن قد لاحظتَ أهميَّة حفظ الوصايا، فابدأ في فِعل ذلك من الآن فصاعدًا. وإلَّا سوف يهاجمك العدوُّ ولن تتمتَّع بحمايةِ إلهيّةٍ. إنَّ القدير يحبُّ الذين يحبُّونه (يوحنا 14، 21).

يتمنَّى الربُّ لك الرَّفاهية والسَّلام والصَّحة والعيش بملءِ صلاحِه. لذلك من الضَّروري أن تتمسَّك بإعلاناتِ الكلمة لك. فقط أولئك الذين يحفظون الوصايا سيتمتَّعون بالحياة الوفيرة. الأمرُ الإلهيّ هو إتمامُ ما أمركَ به الربُّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز