قوة الإيمان

لم يكنْ ارميا مسؤولاً عن توجيهِ هذه الرِّسالة إلى رجال يهوذا وأورشليم فقط. كنبيٍّ للأمم، تمَّ استخدامه أيضًا بطريقة تستفيد البشريَّة جمعاء من الحِكمة الإلهيَّة الغنيَّة. يحاولُ الكثير من النَّاس الوصول إلى النِّعمة الإلهيَّة بعدَّة طرقٍ اليوم، لكن واحدًا فقط هو الذي سيجعلهم ناجحين في الإيمان. فالذي يتبع الكتاب المقدَّس يتَّخذ القرار الصَّحيح.

يأمرك الله أن تحطِّم أرضَ البور الخاصَّة بك. وعندما تُعلَن الكلمة لك، تحصل على توجيهاتك. الخطوة الأولى هي الحَرث. وهذا الفعل يعني تقليب الأرض باستخدام محراثٍ أو أداةٍ أصغر. ثمَّ يحين الوقتُ ويأتي الإيمان إلى قلبك، عليك أن تزرع البذرة بجسارة. وعندما تحرث، فإنَّك تدمِّر الأفكار الشِّريرة والرَّغبات الخاطئة، وهكذا تنتج البذرة ما هو متوقَّع منها.

يَعتبر الكثيرون فعلً الإعجاب بالجنس الآخر أمراً بسيطاً، لكن إذا كانت هناك نيَّة قذرة، فهي زنا في العالم الرُّوحي. إذا كنتَ تفكِّر في شخصٍ ما غير شريك الحياة، فيجب عليك التَّخلّص من هذا الإغراء. لأنَّك ستُثمر بذرة صالحة إذا قلَّمتَ كلَّ ما قد يعيقُ نموّها. إن كانت هذه خطيتك فاذهب إلى الربِّ واعترِف بها. سوف يغفرُ خطيتك، وهكذا سوف تثمر البذرة وفقًا لنوعِها.

كلُّ من لديه علمٌ في الزِّراعة يعرف أنّه لا ينبغي أن يزرع بين الأشواك، تنقسم الأشواك إلى ثلاث مجموعات في مَثل الزَّارع: غرور الغنى، واهتمامات الحياة، وشهوات العالم (مرقس 4، 19). يُحاول الشَّيطان أن يجعل هذه المجموعات الثَّلاث، أو جزء من كلٍّ منها، موجودة فيك. وهكذا، لن تكتمل في المسيح. لهذا لا يشعر النَّاس بحماسةِ استخدام إيمانهم بيسوع.

وجّه ارميا الزَّارع حتى لا يتعبَ عبثًا، بل يحقِّق النَّتائج الجيّدة. «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ وَالِدَيْنِ أَوْ إِخْوَةً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ اللهِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ فِي هذَا الزَّمَانِ أَضْعَافًا كَثِيرَةً، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ» (لوقا18: 29,30). لذلك، لا تضيّع البذرة التي أعطِيتْ لك لتزرعَها. من النَّاحية الماديّة، إذا غرسَ شخصٌ ما في أرض سيِّئة وليس في الوقت المناسب، فسوف يحصدُ القليلَ أو لا يحصِد شيئًا؛ سيكون الأمرُ نفسه في المَجال الرُّوحي.

تحقَّق ممَّا إذا كانت هناك أعشابٌ ضارَّة في محصولاتِك وانزعها كلَّها. قال كاتبُ (سفر النَّشيد15:2) أنَّ الثَّعالب الصَّغيرة تُفسِد الكرمَ كلّه. لذلك، فإنَّ القليلَ من شهوةٍ قذرة، أو قليلٍ من الشَّر، أو لذَّة شيطانيَّة في رؤية ضررِ شخصٍ، ستكون كافية لكي تكون عديم الثَّمر. يجب أن يُؤخذ هذا الأمر على مَحمل الجدّ من قبل شعبِ الله.

سيحدثُ كلُّ ما خطَّطه الربُّ لك. ولكن إذا سقطتْ البذار بين الأشواك، فسوف تختنِق، ولن تُنتج حسبَ الغرَض الإلهي. اتبع تعليمات العليِّ وسوف يكتملُ نجاحك. أمَّا من يعمل بالغشّ فسوف يَهلك دون شكّ.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر. سوارز