-
-
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ! (متى26:5)
يتصرَّفُ الربُّ بنزاهةٍ بكلِّ معنى الكلمة، لذلك إذا ظلَمنا شخصًا ما، فعلينا أن نتبعَ هذا الشَّخص للوصول إلى اتفاق بينما نحن معاً في الطريق (متى25:5). يجب أن نفعلَ الشَّيء نفسه إذا كان علينا دينٌ، لأنَّنا إذا دخلنا الأبديَّة مديونين بشيءٍ ما، فسنذهب إلى الدَّينونة الأبديَّة بالتَّأكيد ولن نُغادر ذلك المكان حتى ندفع الفلس الأخير. ولكن كيف يُمكننا الدَّفع إذا لم يكن هناك طريقة للدَّفع؟
لن يُرضي القاضي العادلُ أحداً ويقول إنَّ ديونه قد دُفِعَت. لقد سدَّد الدَّين عن جميع المديونين فعلاً، لكن هذه المَغفرة لن تُمنح إلَّا للَّذين سوَّوا الأمرَ مع الشَّخص الذي أساءوا إليه أخلاقيَّاً أو ماليّاً. هل ظلمتَ أحداً؟ أصلِح الامرَ لئلَّا تتحمَّل العواقب الأبديّة.
إذا كان الدَّين ضدَّ الربّ وحدَه، فسيُغفر لك بمجرَّد الاعتراف الصَّادق. إذا كنتَ قد ظلمتَ شخصًا ما، فعليك أن تتبعَ الشَّخص الذي ظلمته لتصحيح الأمرَ معه. ثمَّ سيتمُّ إعلانك حرَّاً. ولأنَّه عادلٌ، فإنَّ العليَّ لا يقول للّذي سرقَ شيئًا من إنسانٍ ما، أن ينسى أمرَه، لأنَّه قد غَفر له. عليك أن تدفعَ حتى آخر فلسٍ؛ وإلَّا فلن يُبرّأ الجاني من الذَّنب.
وينطبق الشَّيء نفسه على الشَّخص الذي يرتكب الزِّنا. في عهودِ زواجِنا، نعِدُ بأن نكون مُخلِصين، وأن نحترمَ، وأن نعتني ببعضنا البعض في المرضِ أو المِحن. ومع ذلك، فإنَّ الشَّخص الغير المسؤول وغير الأمين الذي يجلب إلى أسرتِه طفلًا مولودًا خارج نطاق الزَّواج، يجب أن يحصلَ على عفوٍ من الشَّريك الذي تعرَّض للخيانةِ. اقرأ الامثال 6: 20-24
وفقًا للكتاب المقدَّس، في مَثل الرَّجل الغنيّ ولعازر (لوقا16: 19-31)، من يغادر دون الحصول على المَغفرة يهلك إلى الأبد ولن يحصلَ على إصبعٍ يُبرِّد لسانَه. لم يَقلْ يسوعُ أنَّ إبراهيم أمرَ الغنيَّ أن ينتظر حتى ينتهي وقته، كما لو كان هلاكه وقتيّاً. الدَّينونة أبديَّة حيثُ لا محبَّة ولا شفقة ولا رَحمة.
لا يُمكن منحُ العفوَ إلَّا في هذه الحياة، هنا على الأرض. عند التَّوبيخ، يجب على الخاطئ أن يقبلَ حقيقة أنَّه أخطأ وأن يُثمر ثمارًا تستحقُّ التَّوبة لينال الغفران (متى8:3). إذا تمّ ارتكابُ نفس الإثم مرَّة أخرى، فسيتعيَّن عليه أو عليها الاعتراف به مرَّة أخرى. إذا كان الشَّخص قد اعترف بالفعل 489 مرة، فسيُغفر له في كلِّ مرَّة، ولكن إذا اعتقدَ الشَّخصُ في المرّة الأخيرة أنَّه لا داعِ للاعتراف، فسيتمُّ إدانته (حزقيال 24:18).
ماذا ستفعل؟ إذا ظلمتَ صاحبَ العَمل أو الموظّف أو الزَّوج أو أيِّ شخصٍ أو منظَّمة أخرى، فاطلب المُصالحة حتى لا تجدَ نفسك مدانًا في اليوم الأخير. إذا قمتَ بتصحيح الأمور بينما لا تزال على الطريق، فسيتمُّ إعلانُ براءتك. لا تنتظر اللّحظة الأخيرة كي تحلَّ المُشكلة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز