-
-
اَلْجُهَّالُ يَسْتَهْزِئُونَ بِالإِثْمِ، وَبَيْنَ الْمُسْتَقِيمِينَ رِضًى (أمثال9:14)
يقولُ الكتابُ المقدَّس أنَّ الذين لا يكترثون لأمر فعلِ الخطيئة، وبالتَّالي لا يحفظون وصايا الله، هم حمقى. هذا ليس له علاقة بالتَّعاليم الدِّينية، بل بكلمة الله. عندما يتمرَّد الإنسانُ على وصايا الربّ فإنَّه يخضعُ لروحِ الحماقة وبسبب ذلك يكون تحتَ سيطرة الشَّيطان. لا يوجد شيءٌ أسوأ من عزلِ نفسِك عن الارشاد الذي أعطاه الرُّوح القدس. يَسعَدُ الحمقى بارتكاب الخطأ.
ارتكابُ المعصيَّة مثل افتراض صفاتِ الشَّيطان وشخصيَّته. القيامُ بذلك دليلٌ على أنَّ الشَّخص لا يحترم الربَّ. يُطلق على هذا الشَّخص اسمَ أحمق لأنَّه لم يفكِّر في عواقب مواقفِه. وهكذا بدلاً من أن يكون القديرُ هو إلهُه، فإنَّه يضع نفسه تحت سلطان الشِّرير، مسترشدًا بقلب الشّرير ولا يفعل أيَّ خير حتى للَّذين يخدمونه. إنَّها بالتَّأكيد دعوة سيّئة لمقايضة الخير بالشَّر.
عندما يستسلمُ المرءُ للتَّجربة، يسودُه روحُ الجنون. من تلك اللَّحظة، ستدفعه طبيعةُ العدوِّ إلى المرور بمواقف مروِّعة (مزمور42:7)، وإذا لم يَندم، فستكونُ رغباته الخاطئة على نحوٍ متزايد. لن يتركه الشِّرير بمفرده، وعلى الرُّغم من أنه يُكافح من أجل التَّحرر من سيطرته، لكنَّ هذا لن يكون ممكنًا إلَّا بمساعدة الله. أولئك الذين يحبُّون الشَّر يعانون من نفس الشَّر.
للخطيئة أجرة للذين ينغمِسون فيها. يدعوها الكتاب المقدّس بالموت- الانفصال عن الله (رومية 23.6). يلاحظ الشّخص الذي ينغمس في الخطيئة أنّه لا يوجد عمل جيد في حياته، حتى لو كان يكافح بكل قوَّته لتحسين ذلك. إذا أذعنتَ للإغراءات ولم تعُد إلى الله، فسوف تبتعد يوميًا عن السَّعادة. سيأتي اليومُ الذي لن تتذكّر فيه العليّ، وإذا بقيتَ على هذا النَّحو، فستكون محكومًا بالمعاناة الأبديّة.
إنَّ الذي يرتكبُ الخطيئة ولا يعترف بها يُعاقب، لأنَّ الكتاب المقدَّس يُعلن أنَّ الخطيئة تجد من ينغمِس فيها، حتى لو كان يظنُّ أنَّ خطيئته لن تُكتشف أبدًا. عندما يردُّ الله الإثم ليصيبَ صانعَه، فلن يَخفى أيَّ شيء، وفي تلك اللَّحظة، لن يكون هناك شفقة أو رحمة أو مغفرة أو خلاص للخاطئ غير التائب. وهل ينفع البقاء في الخطيئة؟
ستصبح خادمًا للشَّيطان الذي أغواك إذا استسلمتَ للتَّجربة، ومن تلك اللحظة فصاعدًا، ستحمل علامة ذلك "السَّيد" في شخصيّتك. هذا أسوأ ما يُمكن أن يحدث، لأنَّه بالإضافة إلى الابتعاد عن الآب، فإنَّ سيِّدك الجديد سيُسيطر على إرادتك ورغباتك. وبالتَّالي، سوف تذوق المعاناة.
الصِّديقون لا يبتعدون عمَّا تعلِّمه الكلمة وهم بطبيعتهم يلتزمون بإرشاد القدير.
من المهم جدًا، أن نسهرَ ونصلِّي حتى لا نقبل ما يقدِّمه لنا الشَّيطان (متى41:26)، لأنَّه يريد أن يكون بين يديهِ. اهرب من أكاذيب العدوِّ وابقَ خادما للصَّالح. لا تلعب مع سعادتك الأبديّة أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز