-
-
لاَ تُكَثِّرُوا الْكَلاَمَ الْعَالِيَ الْمُسْتَعْلِيَ، وَلْتَبْرَحْ وَقَاحَةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَلِيمٌ، وَبِهِ تُوزَنُ الأَعْمَالُ. (صموئيل الاول3:2)
هناك كلماتُ حبٍّ للذَّات وضعَها الله في قلوبِنا. وهذه الكلمات تطمئِنُنا وتساعدنا على رفضِ أيِّ اقتراح لحياةٍ أدنى. بمقياس الإيمان الذي منحَه الربُّ لنا، ليس من الخطأ استخدام هذه التَّأكيدات لأنَّها تعزِّز شجاعتنا للتَّغلب على المواقف السَّلبية. لكنَّ الخطأ يكمنُ في مضاعفةِ هذه الكلمات، لأنَّها ترفع فخرنا إلى الغرورِ الذي لا يساوي شيئًا (أمثال18:16).
هناك كثيرون، لأنَّهم غير مُدركين للتَّعاليم الكتابيَّة، يقَعون تحتَ تأثير أكاذيب الشِّرير ويبالغون في استقراء تعبيرهم عن تقديرهم لذاتِهم. وبالتالي يفقدون السَّيطرة التي يجب أن نمتلكها جميعًا ويتمُّ وضعُ الشَّخص في بيئةٍ يؤذي فيها الآخرين ويرى أنَّ هذا يجلب له الإدانة. على الرُّغم من أنَّ حنَّة كانت امرأة بسيطة، الزَّوجة الثَّانية لمزارع، إلَّا أنَّها رأت الخطرَ وحذَّرتنا من خلال ترنيمتها.
يستخدمُ الله من يشاء، سواءً كان مثقفًا قادمًا من جامعة عظيمةٍ أو شخصًا لم يلتحقْ بالمدرسة مطلقًا. أمرٌ هامٌ دائمًا الانتباه جيدًا عندما يتحدَّث ابن العليِّ، لأنَّه سينطق بما تحتاجه لتجنّب ما يستخدمه العدوُّ. إنَّ النَّصيحة التي قدَّمتها زوجة ألقانة المتواضعة تجلبُ معها الفكرَ الذي جعلها تستقبل زيارة الله لتصبح والدة صموئيل رجلُ الله العظيمِ.
إذا سارت الأمورُ على ما يُرام بالنِّسبة لك، فاشكر الربَّ ولا تنجرف في يدِ الشِّرير؛ ولكن إذا ساءت الأمورُ، فالتفِت إلى الكلمة وامتلِك ما يُعطيك الربُّ إيَّاه. سيُساعدك هذا على التَّخلص من أيِّ شيء مؤسفٍ. المَسحة التي تقوم على الكتاب تقوِّيك وتوضِّح لك الطريق. سوف يندهشُ النَّاس منك كما كان الحالُ مع حنَّة العاقر، التي أصبحتْ أمّاً لأبناء كثيرين (صموئيل الأول5:2).
احترِس من السَّماح للشَّيطان أن يستخدمك لإيذاء شخصٍ لم ينل نفسَ البركة التي حصلتَ عليها، فتنقص. إنَّ الَّذين يقصِّرون يستحقُّون حبَّنا وإيماننا العَملي بدلاً من الاحتقارِ والاستهزاء. من يعتبر نفسَه أفضلَ من غيره، بسببِ هبةٍ من الله، لا يخدمه. إنَّها مسؤوليَّتنا أن نرغب للآخرين بما نرغبُ فيه لأنفسنا (مرقس 31.12).
لا يوجد سببٌ كي تسمحَ لنفسِك بأن يقيِّدك الشَّر مادام الربُّ هو إلهُ الحِكمة. إذا كنت تفتقر إلى الحِكمة، اطلب من العليِّ أن يمنحك الاستنارة كي تجدَ طريقك للخروج (يعقوب5:1). أدركتْ حنَّة أنَّها بحاجة للصَّلاة من صميم قلبِها، رغم ذلك ظُنَّت أنَّها ثمِلة وكادت أن تُطرد من بيت الله، لكنَّها نالت البركة التي كانت تبحثُ عنها. ماذا ستفعل؟
يزنُ الربُّ أعمالنا بالمقاييس الأمينة. لذلك احذر من التَّوبيخ. ما تفعله بالوحي الذي تلقيتَه هو ما سيُنجزه الله فيك. لقد حانَ الوقتُ لكي تنضمَّ إلى خطة الله. كُنْ قويّاً واخرج للمعركة. لا يهمّ كم مرَّة فشِلت؛ سوف يجعلك إيمانك تتمتَّع بثمار أفعالك (إرميا10:17).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز