-
-
وَسَبَى مَلِكُ أَشُّورَ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ، وَوَضَعَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي، لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِهِمْ، بَلْ تَجَاوَزُوا عَهْدَهُ وَكُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَعْمَلُوا. (ملوك الثاني18: 11-12)
كان على الربّ أن يُقسّم مملكة داود بسبب إثمِ سُليمان وبسبب قلَّة حكمة رحُبعام. مع أخذِ ذلك في الاعتبار، يُمكننا أن نفهمَ أنَّه، في كثيرٍ من الحالاتِ، يفعل الشَّيء نفسه مع الكنائس والعائلات ومجموعات الأصدقاء. لم يكن يربُعام، الذي قادَ التمرُّد، يبحث عن ذلك، لكنَّه اتَّخذ هذا الموقف بأمرٍ من الله (1ملوك15:12). ولكن سُرعان ما سمحَ بأن تقودَه روحٌ مُضلِّلة منجِّساً الأمَّة حديثة النشأة. مَضى أكثرَ من 200 عام ولم يُصلح الإسرائيليُّون أمورَهم بعدُ.
لم يؤمنوا أنَّ الله سيَسمح لشعبه أن يُؤخذ إلى الأسرِ على الرُّغم من أنَّ الأنبياء أكَّدوا أنَّ هذا سيحدث. والنَّاسُ قد لا يقبلون توبيخ العليّ، إلَّا أنَّ كلماتَه ستحدث. أفضلُ ما يمكنك فعله هو العودة إلى الآب بالتَّوبة وتغيير حياتك وأفكارك ورغباتك تمامًا. من الجدير بالذِّكر أنَّه لا توجد كلمة تخرج من فمِه خالية من القوَّة (إشعياء 11:55).
لم يكن شلمنصَّر، ملكُ أشُّور، قادرًا إلَّا على استعباد وتدمير أمَّة إسرائيل- المملكة الشَّمالية- لأنَّ الإسرائيليين لم يرغبوا في سماع التعليمات الواردة في الكتاب المقدَّس أو الأنبياء. كان هذا خطأهم: احتقروا كلام الربِّ. نحن جميعًا نتصرَّف بهذه الطريقة، وإذا لم نصحِّح طريقنا ولا نسعى للتَّوبة بتغيير القلب، فسنكون تحت غضب الله.
جاءت النُّبوءة وذهب الإسرائيليُّون من تلك الأسباط العشرة إلى أرضٍ ليستْ لهم ولم يعودوا أبدًا (الملوك الثاني23:17). فكِّر في الأمر: إذا عادَ يسوع الآن أو متّ الآن، فما هو مصيرك الأبدي؟ إذا لم تثقْ في قلبك بأمرِ خلاصِك تماماً، فابحث عن قسِّ، رجلُ الله، وأصلح أمورك مع الربِّ. لا تلعب بمستقبلك، لأنَّك قد تكون في خطرٍ.
أولئك الذين يتهاونون بسبب صبرِ الله سيكون لهم نفسُ مصير شعب إسرائيل في يوم الدَّينونة. لن يكون أمامَ الربِّ خيارٌ آخر سوى إرسالهم إلى اللَّعنة الأبديَّة، حيث لن يغادروا أبدًا. لقد اشترى يسوعُ خلاصَنا بالفعل، لكنَّنا يجب أن نطلبه مع كلِّ مزاياه ومتطلَّباته. والثَّمن الذي يجب أن ندفعَه هو إطاعة المكتوب، وبذلك، نخدم الآبَ بمحبَّة وتفانٍ. أولئك الذين ينجِّسون قداسة الربّ، لأنَّهم هيكله، لن يدخلوا السَّماء.
فكِّر فيما إذا كنتَ تتعدَّى على وصايا العليّ والتَّعاليم التي تركَها المَسيح والرُّسل. لماذا تبقى في الخطيئة إذا كانت أجرتها هي الموت (رومية 23.6)؟ من يخدم الله لا ينقصه الخير. قد يبذل الشَّيطان قصارى جهده للوصول إلى المؤمن، لكنَّه لا ينجحَ.
إنَّ الذي لا يحفظ ما يقوله الكتابُ المقدَّس، لا يعيش بكرامةٍ، وبعد الدَّينونة، سيُعاقب عقاباً أبديّاً. ماذا سيكون قرارُك إذن؟ اركع على ركبتيك الآن واطلبْ الصُّلح مع الله. إنَّه يرغب في أن يُعطيك- حياة أكثرَ وفرة (يوحنا 10.10 ب).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز