اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو.

هناك سببٌ هامٌ دفعَ كاتبَ هذه الآية إلى الإشارة إلى شجرَتين كأمثلة
عن الصَّالحين. تنمو شجرة النَّخيل في وسط الشَّدائد، وتزدهر في الفترة
المناسبة. لذلك يجب ألَّا نشعر بالإحباط بسبب الأشياء السَّيئة، أو قلَّة محبَّة
الكثيرين، أو الجَشع الذي يجعل الكثيرون يؤذوننا. زرعَنا الربُّ لنزدهِر.
لا يهمَّ ما يقوله النَّاسُ. مادام يسوعُ قد خلَّصَك، وبرَّرَك بموته،
وأصبحتَ شخصًا يعيشُ الكلمة، فلديك كلُّ الظُّروف الملائمة للنُّمو
والازدهار. القديرُ هو ضمانُك. وهكذا حتى لو سار كلُّ شيء بشكلٍ خاطئ،
فلا تلعن تشكو أو تتذمَّر من حياتك أبدًا.
ينمو الصِّديقون كالأرز في لبنان بحسَبِ المرنِّم. لا يُمكن أن تكون
المقارنة أكثر دقَّة مع الواقع. هذه الشَّجرة موصوفة وكثيرة المَحاسن في
الكتاب المقدَّس لعظمتها وجمالها. يشيرُ الخالقُ إلى بعض خصائص هذه
الشَّجرة لتشابه المتجدِّد حديثاً. في السَّنوات الثلاث الأولى من حياتِها، لا
يتجاوز ارتفاع الأرز خمسة سنتيمترات.
يُصابُ بعضُ المسيحيين بالإحباط عندما يُلاحظون أنَّهم -بعد السَّنة
الأولى والثَّانية من خدمة الله في الكنيسة، لم ينموا في الإيمان بعدُ. على
الرُّغم من رغبتهم في النُّمو، إلَّا أنَّهم يظلُّون مِثل "الأطفال". تنتظر شجرةُ
الأرز حتى السَّنة الرَّابعة، وعندها تبدأ بالنُّمو من الخارج. لكِن ما يعرفه قِلَّة
من النّاس هو أنه في السَّنوات الثلاث الأولى، تنمو الجذور مترًا ونصفًا في
اتِّجاه مركز الأرض.
أولئك الذين لم يتأصَّلوا في المَسيح يجب أن ينتبهوا إلى حقيقة أنَّ
المقارنة التي أجراها الربُّ صحيحةً. كلَّما نمتْ الشَّجرة في المظهر، كلَّما
استمرَّت جذورها في التَّطوّر أيضًا. يختلف الأرزُ عن الأشجار الأخرى-
فهو يحتضن صخرةً بدلاً من التوقف عن النُّمو. هكذا خطَّط اللهُ أن نكونَ.

قرَّرَ الربُّ أنَّ الصِّديقين ينمون مثل أرز لبنان. أولئك الذين يرغبون
في الجريِ أكثرَ ممَّا ينبغي لن يزدهروا. من الضَّروري أن نحتضنَ
الصَّخرة، فحينها لن يستطيعَ أيُّ شيء أن يفصِلنا عن محبَّة الله
(رومية35:8). لماذا يجب أن تدعَ أكاذيبَ العدوِّ تقودك، إذا كان من السَّهل
الإيمان بالحقيقة؟ تمَّ تحديد ذلك من قبل الذي يعرف الصِّراعات التي سنمرُّ
بها. إذا احتضننا الربُّ، فلن نُقتلعَ أبداً.
إنَّ الله القدير العليم ليس له التزامٌ مع من لا يتبع مشورته. لذلك، من
الجيّد قضاء ثلاث سنوات لتكوين جذورك في الربِّ. بعد ذلك، بمجرَّد أن
تتجذَّر فيه، ستتمكن من النُّمو وتكون الشَّجرة الجميلة التي ستمنح الخالق
الكثير من الفرح. العليُّ يفعل كلَّ شيء من أجلِ مصلحتِنا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز