تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ. (مزمور5:17)

الاسترشادُ بالكمالِ يَعني أنَّ مواقفنا ستكونُ أيضًا مثاليَّة، لأنَّ
المسؤوليّة ستكون على عاتقِ الربِّ. إنّ طِلبة كاتبُ المزمور هيَ بمثابةِ
إجابةٍ لنا. إذا كانَ في أذهانِنا أنَّ قراراتنا سوفَ يُوجِّهها الله، فسوف نسهرُ
حتى لا نفعل شيئًا خارج إرشادِه وكلمتهِ. وهكذا يكون خطرُ فشلِنا صفراً.
طرقُ العليِّ في كلمتهِ وهي كاملة. لا يوجد فيها عملٌ للعدوِّ. السَّير
فيها يشبه وجودَ ضوءٍ أخضر يسطعُ لنا دائماً. لذلك إذا اخترنا شيئًا ما،
ولكنَّنا نفتقرُ إلى الفرح والشَّركة مع الآب في داخلِنا، أو إذا شعَرنا أنَّ ما
نقوم به خطأ، فلا ينبغي لنا المُضي قدمًا في تنفيذِ نوايانا.
جاء طلبُ داود في هذا المزمور من قلبِ العليِّ. لكونِها كذلك، فهي
تخدمُ جميع النَّاس. لذلك عندما ننظرُ إلى طلبة الملكِ، يجب أن نكونَ
متيقِّظين، لأنَّه سيكون لدينا إجابة أيضاً. في الواقع، لا ينبغي أن نفعلَ أيَّ
شيء، ولا شيء على الإطلاق، دون استشارة إلهِنا. بما أنَّه أبونا وصديقنا،
فإنَّه سيُظهر لنا أفضلَ طريقٍ.
لقد استجابَ العليمُ بالفِعل للطِّلبات الواردة في الكتاب المقدَّس. نحنُ بحاجةٍ
فقط لمراقبتها؛ بالنِّهاية العليُّ لا يتركنا دونَ توجيههِ. الآنَ، باعتبارهِ ليس إلهُ
تشويش (1كو 14.33)، فإنَّ تصريحاتَه واضحةً ودقيقةً. كلُّ من يكون على
اتصالٍ دائمٍ بالكتابِ المقدَّس يتلقَّى التَّوجيه والقدرة على التَّصرّف بشكلٍ
صحيحٍ.
فالقراراتُ التي يتمُّ تأكيدها في كلام الربِّ ستملأ شباكَ المُطيعين. لا
يهمّ عددُ المرَّات التي حاولتَ فيها فِعلَ شيءٍ ولم تنجحْ في القيام بِه. إذا كانَ
إرشادُ العليِّ ومسحتهُ فوقَ رأسِك الآن، اتَّفق معه وارفع طِلبتكَ. هذا هو
السِّر الذي سيجعلُ كلماتك تعملُ كما فعلَ السَّيد أثناءَ وجودِه هنا على
الأرض.

ولكن لا تنسَ أنَّه من الضَّروري أن تكونَ حازمًا في الإيمان من أجلِ
تحقيق النَّصر. أمَّا الذين يتردَّدون والجُبناء لن يَصلِوا إلى شيءٍ، فهم لا
يَسيرونَ بجرأةٍ نحوَ العدوِّ ليطردوه من حياتِهم. مادام الربُّ قد وعَدنا بالسَّير
أمامَنا لفتحِ الطَّريق وتحقيقِ ما وعدَ به، أفلا يجب أن نؤمنَ بإقرارِه ونمتلك
البركة؟ لا يُمكنُ لله أن يفعلَ ذلك إلَّا لِمن لا يجعله كاذبًا.
ضَع في اعتبارك أنَّه لا يمكنك أن تفشلَ في أيٍّ من قراراتِك، لأنّها
تُتَّخذ باسم يسوع. عندما تتصرَّف باسمِه، فأنت تتصرَّف كقائدٍ للقوَّات
السَّماوية. لذلك، لا تقبل أيَّ فشلٍ أبداً، وإلَّا فسوف تَحملُ إلى الأبد وصمةَ
عارٍ من الهزيمةِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز