-
-
قُمْ يَا رَبُّ. تَقَدَّمْهُ. اِصْرَعْهُ. نَجِّ نَفْسِي مِنَ الشِّرِّيرِ بِسَيْفِكَ
(مزمور13:17)
صلاةُ داود مستوحاةٌ من الربِّ واستُجيبت في اليومِ الذي هَزم فيه يسوعُ
الشَّيطان على الصَّليب. لقد نجَونا من مخالبِ العدوِّ الشِّريرة، وفي الوقتِ نفسِه،
قُبِلنا في ملكوتِ ابن الله. الآنَ كمواطنين سمائيين، لا يجب أن نخافَ من تهديداتِ
الشِّرير، لأنَّنا قبِلنا الخلاصَ الذي منحَه العليُّ لنا، لذلك نجلسُ مع المَسيح في
الأماكن السَّماوية (أف 2، 6). لقد خلَصَنا من قوَّة الشَّر إلى الأبدِ.
مكانتُنا الرُّوحيَّة كلَّفت يسوع معاناةٍ كبيرةٍ. كما نعلمُ فإنَّ الله أبٌ لنا، ولكي
يأتي إلى هذا العالم ويخلِّصنا من المَوتِ- طبيعة الشَّيطان- كانَ عليه أن يُخلي
نفسَه من لاهوتِه، ويتَّخذ شكلَ بشريّتنا كإنسانٍ، ويدفع ثمنَ فدائنا على الصَّليب،
اختبرَ الموتَ مرَّتين- انفصالهُ عن الله، وهذا هو الموت الرُّوحي، وبعد ذلك
الموت الجَسدي. انفصلَ عن الآب بسبب خطايانا!
عندما تُرِك يسوعُ من الآب، وهو لا يزال على الصَّليب، اختبر النُّزول إلى
الجَحيم. احتفلت الشَّياطين بحضورهِ هناك، لكنَّهم لم يَعرفوا ماذا سيفعل هناك.
وهكذا حاربَ مخلِّصُنا الشَّيطان، واستردّ حقوقَنا من هذا الكائن الشِّرير. لقد حملَ
ضعفَنا وآلامنا ومعاصينا وآثامنا وعقابنا، فجلبَ لنا السَّلام (أش53: 4-5). وبعد
أن أكملَ كلَّ شيءٍ، صرخَ يسوعُ معلناً انتصارهُ وأسلمَ روحَه بين يدي الآب
(لوقا46:43). ذهبَ الرُّوح القدس إلى مملكةِ الموت في اليوم الثالث وأحيا جسدَ
المَسيح. الآن لقد خجِلَ سيّدُ الظَّلام وهُزِم تماماً لأنَّه لم يتوقَّع ذلك (كولوسي 2-
15).
قام الربُّ من الموتِ. هذا العملُ له أهميّة كبيرة بالنِّسبة لنا، لأنَّنا قد أُحييا
وقُمنا معه (أف 2، 5، 6). وما اختبره يسوعُ عند هزيمته لمملكة الشَّر، سنختبره
أيضًا إذا كنَّا نؤمن به. كلُّ ما فعله هو "دفعَ حسابنا الخاصّ"، وبسبب تضحيتهِ، لم
نَعُد خطأة بؤساء، بل برُّ الله في المسيحِ.
سبى يسوعُ العدوَّ، وقيَّدَه بالكامل تحتَ سلطتِه. لذلك لا يستطيع الشَّيطان أن
يتجوَّل ويفعل ما يشاء. أمَّا نحن، فقد صِرنا أصحابَ سلطةٍ باسم يسوع، لنوبِّخ
أعمال إبليس ونطردَ الشَّياطين منقذين الذين يتعرَّضون لاعتداءاتهم. انتصارُنا
على قوى الظلام كاملٌ. وبما أنَّ الأمر كذلك، يجب ألَّا ندَعَ أيَّ شيءٍ، ولا شيء
من العدوِّ على الإطلاق يعلقُ بنا.
أطاحَ يسوع بالمركزِ الذي اتَّخذه الشَّيطان بعدَ هزيمة آدم بعملِ الجُلجلة،
ممَّا سمحَ له بالتَّصرُّف كما لو كان سيِّدنا. لقد حرمَه المُخلِّص تمامًا من هذه
القدرة، لِذلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا»
(أف8:4). في الوقت الحاضِر، يُمكنُ لأيِّ شخصٍ اتِّخاذ قرار عدمِ خدمة الشِّرير
بحرِّية بعدَ الآن والتَّحوُّل إلى الجانبِ الصَّالح. لقد كانَ عملاً عظيماً تمَّ القيام به
في مصلحتِنا!
فدى الربُّ أرواحَنا من يديّ هذا المَخلوق المُخادع الشِّرير بسيفِ الرُّوح-
الكلمة. اليوم بما أنَّنا في المَسيح، لسنا مُضطرين بعد الآن إلى الخضوع لإرادة
الشَّيطان. لذلك ارفض كلَّ ما هو رديءٌ في روحكَ أو جسدك أو نفسِك. ستقرِّر
ما ستكون عليه وماذا ستحصل عليه باسم يسوع. هلِّلويا!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز