-
-
مِنْ قُدَّامِكَ يَخْرُجُ قَضَائِي. عَيْنَاكَ تَنْظُرَانِ الْمُسْتَقِيمَاتِ. (مزمور2:17)
الهدفُ من كلِّ صَلاة هو الحصولُ على استجابة الربّ، لكنَّها لا تحدث فقط لأنَّنا
نطلبها. يجب أن نتعلَّم أنَّ الله ليس موظَّفاً لدينا بل هو الربُّ. وهكذا، فإنَّ الإعلان
الذي سنقوله والذي يجعل الشَّر يغادر يجب أن يتمّ أمام وجه القدير- إعلان كلمته.
لذلك في كثيرٍ من الأحيان، قد نحصلُ على البركة المرغوبة بأسرع ممَّا نعتقد.
ستكونُ مواقفنا مجرَّد طقوسٍ دينيّة بدون وحي المكتوب، غيرُ مُثمرة. عندما قالَ
يسوعُ أنَّنا لن نفعل شيئًا بدونِه، كان يعلِّمنا أن نتصرَّف كما يفعل هوَ (يو5:15).
إذا لم نتبع توجّهاته، فلن ننجح على الإطلاق في قراراتنا بالإيمان. أوضحَ ابنُ الله
نفسه أنَّه يعمل وفقًا لِما أعلنه الآبُ له، لأنَّه لم يفعل إلَّا ما رآه يفعله أولاً (يوحنا
5، 19).
أوضحَ يسوعُ أنَّ الكلمات التي نطقَ بها، والتي جعلتْ السَّاقطين يقِفون،
والمرضى الذين تمَّ شفاؤهم، والشَّياطين المُراد طردهم، قد أعطاها الآبُ مباشرة.
وبنفس الطريقة، يجب أن ننظر إلى الكلمة، إلى وجههِ، لكي ننال الاستنارة
والإيمان اللَّازمين. أولئك الذين لا يهتمُّون بالكتاب المقدَّس لن يجدوا الخيرَ أبدًا
(أمثال20:16). الآن، الطقوس الدِّينية ليس لها قوَّة في حدِّ ذاتِها.
عندما غادرَ الرَّسول بولس مدينة فيليبي للصَّلاة لعدَّة أيَّام، انزعجَ من الشَّيطان
الذي استخدمَ امرأةً شابّة لممارسة العرافة. عندما كان يمرُّ هو ومجموعته من
الخدَّام، كانت تخبرُ شعبها أنَّهم خدَّام الله، الذين يُعلنون طريقَ الخلاص. ولكن في
يومٍ من الأيام، غضِبَ وانتهرَ تلك الرُّوح التي غادرتْ على الفور (أعمال الرسل
16: 17، 18). هذا "الغضبُ" يقول الربُّ كيف تسير الأمور. إنَّه مثل الوجود
أمام وجههِ.
أنهى صاحبُ المزمور الآية طالباً من الله أن ينظر إلى الأمور المُستقيمة. لقد فهم
أنَّ الأشياء التي أعلنها الربُّ في الكلمة تخصُّه، لذلك دعاها بالاستقامة والمنطق
والملكيَّة. أولئك الذين يتعلَّمون من الربِّ ما يخصَّهم في وحي وجههِ- الكتاب
المقدَّس- لن يتصرَّفوا كمتسوّلين بعد الآن، بل كمالكين لشيءٍ مستقيمٍ وصالحٍ.
لذلك، اذهب إلى القاضي الصَّالح للمطالبة بأن يُنظر إلى طلبِك بعدلٍ، وليس
كخدمةٍ.
انظر إلى ما يقوله لك الآبُ من خلال الكتاب المقدَّس ولا تضيِّع مثل هذه
الكلمات، لأنَّه كلَّما أخبرك شيئًا ما، يمنحك السِّيادة والتملُّك. ما يقوله الله لك يُمكن
مقارنته بالمنزل الذي يمنحك إيَّاه شخصٌ ما- إذا كنت تخشى تهديد اللُّصوص في
المنطقة، فلن تعيشَ في هذا المَسكن أبدًا. كُنْ حازمًا دائمًا في طلب ما لكَ، وبعد
الصَّلاة، تمسَّك به. حتى لو صلَّيتَ وفقًا للكتاب المقدَّس، إذا لم تتمسَّك بالبركة،
فلن تحصلَ عليها أبدًا.
الله يستمِعُ إلى العدالة فقط. لذلك، لا تطلبْ شيئًا لم يُمنح لكَ. يُمكنه فقط أن يقبل
صلاتك، موقفك النِّهائي من التمسُّك بما هو لك. عندما تصلِّي، لا تستخدم الحُجج
البشرية، ولكن فقط كلمات الربّ، وأخيراً، ثِقْ أنَّه لن يتجاهل الوفاء بما وعدَ به
أبداً. إنَّ موقفك هو الذي يجعل الوحيَ حقيقة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز