ليْسَ أَنَّنَا نَسُودُ عَلَى إِيمَانِكُمْ، بَلْ نَحْنُ مُوازِرُونَ لِسُرُورِكُمْ. لأَنَّكُمْ بِالإِيمَانِ

تَثْبُتُونَ. (كورنثوس الثانية24:1)

خلقَ اللهُ الإنسانَ وجعَله متسلِّطًا على كلِّ الخليقة. لكن عندما أخطأ
الإنسانُ، انفصلَ عن الربّ وخضعَ للعدوّ، وبدأ يخدمه طواعيَّة. وهكذا خضعَ
للشيطان. استمرَّ هذا حتى مجيء يسوع، ولكن عندما افتُدينا رُدّت خسارتنا.
لم يكن العملُ الذي قامَ به المُخلِّصُ في الجُلجلة لإصلاحِ شيءٍ قديمٍ، ولكن
لإعادة بناء حياتنا. بعد السُّقوط، فقدنا سلطتنا وكرامتنا وسيادتنا. من خلال الفداء،
ولدنا من جديد ولم نَعُد عبيدًا للخطيئة. هذا ليس تصريحاً بسيطاً، لكنَّه حقيقة
موقفنا الجديد. لسنا بحاجةٍ إلى أن ننظرَ إلى الربّ ورؤوسنا إلى أسفلٍ، كأشخاصٍ
لا يستحقّون، ولا نحتاج أن ننظرَ إلى العدوِّ على أنَّه رئيسنا.
تؤكد الأسفارُ المقدَّسة أنّك واقفٌ الآن. بمعنى آخر، يُمكنُ للإنسان أن يعودَ
إلى الوضعِ الذي كان فيه قبلَ فِعل آدم الخبيث في عدنٍ. لقد تمّ تبريرُنا- صِرنا
أبرياءً- من خلال المَسيح، وبالتَّالي، لا توجد إدانة بعد الآن على الإنسان، إلّا إذا
لم يقبل الإنسانُ ما تمّ لصالحِه. إنَّ عبارة "أنت تقف"، التي استخدمَها الرُّوح
القدس، تضمنُ لنا أنَّه لا يوجد شيءٌ آخر يُمكن أن يفصِلنا عن محبَّة الله التي في
يسوع.
الإيمانُ الذي يعطيهِ الربّ هو إيمانٌ غير ملموسٍ، لكنَّه لك. لذلك إذا كنت
تؤمن بعملِ يسوع على الصَّليب، فلا يجب أن تخضعَ بعدَ الآن لأكاذيبِ العدوِّ.
من خلالِ موته، تحمَّلَ يسوعُ آلامنا وعيوبنا وآثامنا، وخطايانا، والقِصاصَ الذي
جلب لنا السَّلام (إشعياء53). الآن، تحرَّرنا بالكامل من الظُّلم.
لا أحد يستطيعُ أن يتسلَّط على إيمانك، لأنَّك تثبتُ بالإيمان. لا يستطيع
الشَّيطان أن يسبِّب الألم لكَ أو يمنعك من تلقّي كلّ بركةٍ يقول الكتاب المقدَّسُ أنَّها
حقٌّ لك. لذلك، تذكَّر: لقد جعلك المسيحُ تقفُ، بصفتِك صاحبُ سيادةٍ، في كلِّ ما
يتعلَّق بحياتك. كلُّ الإدانات التي أثقلت كاهِلك لم تَعُد موجودة، لذا يُمكنك أن تسودَ
في هذه الحياة.

لا يُمكن لأيِّ شخصٍ أن يُصبح سيِّدك، أو سيِّد ما ينتمي لك. لا تدع أيَّ
شخصٍ- ولا حتى قائدك- أن يُخبرك بما يجب أن تفعلَه. يُمكنهم، على الأكثر
مساعدتك، لكن لا يُمكنهم اتِّخاذ القرارات مكانك. قالَ بولسُ أنَّنا شركاءٌ لإسعاد
المُخلَّصين. أنت لستَ دميةً. أنتَ فردٌ كاملُ الحقوق في المَسيح. لذلك، أعِدَّ نفسَك
لتكون منتصراً.
تمامًا مثل أبطال الإيمان الموصوفين في عبرانيين 11، يجب أن تنال
النَّصرَ أيضًا. بالإيمان، اغلب ممالك، مارِس العدلَ، امتلك الوعود، أغلِق أفواه
الأسود، أطفِئ قوَّة النَّار، انجُ من حدّ من السَّيف، كُنْ قويّاً في المعركة، واجعل
الجيوش الأجنبية تهرب. أخيرًا، افعل كلَّ ما يأمرك به الربُّ من خلالِ كلمتهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز