رسالة اليوم

17/10/2022 - حماية حقيقيَّة

-

-

«وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ، يَقُولُ الرَّبُّ، حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي، وَيَسْكُبُونَ سَكِيبًا

وَلَيْسَ بِرُوحِي، لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ. (اشعياء1:30)

إنَّ خدمة الله هي أكثر من طاعةِ قائمةٍ كتابيَّة بما يجب فعله وما يجب تجنُّبه. يجب أن نتبع
وصاياه حرفياً، ولا شكَّ في ذلك. تُبرِز الآية في رسالتنا اليوم أنّه من المهم جدًا أن نطلب
الربَّ لمعرفة ما يجب أن نقوله ونفعله. إذا لم نفعل ذلك، فنحن لا نرضيهِ.

يُعتبر عدم طلب مشورة الربّ تمرُّدًا. الآن، بما أنَّنا أصبحنا خدَّامه، فهو يريد أن يرشدنا في
جميع قراراتِنا. وهذا يبيِّن لنا مدى اهتمام العارف كلِّ شيءٍ في أبنائهِ. لماذا تختار أن تكون
متمرِّدًا وتبقى تحت اللَّعنة، بينما الأفضل أن تكون مطيعًا وتبقى تحت بركات العليّ؟
الطَّاعة، إلى حدٍّ بعيدٍ، طريقٌ أفضلَ بكثيرٍ.

لأنَّ الله كليِّ العِلم يُمكننا أن نطلبَ منه الإرشاد فيما يتعلَّق بأيِّ شيءٍ لأنَّه، في كلِّ حالةٍ،
يريدُ أن يمنحنا الأفضلَ. من ناحيةٍ أخرى، قد تبدو المشورة الإنسانيّة منطقيّة وقد يكون لدى
الشَّخص الذي يُعطيها لك نوايا حسنةً، لكن هذا لا يعني أنَّ ذاكَ سيُساعدك على الخروج من
الأزمة. يمكن للإنسان الطبيعي أن يرى ما هو أمامَ عينيه فقط، لكنَّه لا يرى المعنى الحقيقيّ
للأشياء (1كورنثوس14:2).

يتحدَّثُ الربُّ عن الشَّخص الذي يقع تحتَ سلطان شخصٍ آخر. لماذا نُخضِع أنفسَنا لشيءٍ لا
يوفِّر لنا الحِماية؟ الله وحده حمايتنا. بدونِه، لدينا شعورٌ زائفٌ بالأمان. ولكن إذا كنَّا تحتَ
السِّيادة السَّماويّة، فلن يصيبنا أيَّ شيءٍ على الإطلاق. نحنُ في أمانٍ لأنَّ العليَّ يحرسنا

(مزامير 91).

الرُّوح القدسُ هو المُشير الآخر الذي وعدَنا به يسوع (يوحنا16:14). إنَّه لا يُرشدنا إلى كلِّ
الحقِّ ويعلِّمنا فحَسب، بل يُدافع عنّا أيضًا من هجماتِ العدوِّ. عندما نبقى تحت حمايتِه، فلن
تضرَّ بنا حتى العقائدُ الكاذبة، فبمجرَّد ظهورها، سيُساعدنا على فهم أنَّها من عملِ المُخادعِ.

أولئك الذين يُسلِمون أنفسَهم للوعود الدِّينية هم في الخطيئة. كلُّ ما يقوم ليحلَّ محلَّ الكتاب
المقدَّس، أو الرُّوح القدس، يأتي من الشِّرير. قد يبدو الأمرُ بريئًا، لكنَّه مليءٌ بمكر إبليس في
أعماقِه. اهربْ من كلِّ ما يأتي منه.

التَّعاليم الدِّينية هي طرقٌ باطلة تجرُّ غير الحكيم إلى أحضانِ خبث الشَّر. أنت تفعل الخير
إذا ابتعدتَ عن هذه الكومة الضَّخمة من الأكاذيب. أولئك الذين يتبعون هذه الأشياء
سيُضيفون خطيئة إلى الذُّنوب التي لم تُزال عنهم بعد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز