-
-
لِمَعْرِفَتِي أَنَّكَ قَاسٍ، وَعَضَلٌ مِنْ حَدِيدٍ عُنُقُكَ، وَجَبْهَتُكَ نُحَاسٌ، (اشعياء4:48)
لسنا مخفيين عن أعين الله، ولكي نتغيَّر، علينا أن نُدرك أنَّ طبيعتنا جسديَّة ومتمرِّدة. يجب
ألَّا يفصلنا هذا عن الربّ، لكن على الرُّغم من معرفته بجوهرنا، إلَّا أنَّه أحبَّنا. ما يجب
عليك فِعله الآن هو الإيمانُ بأنَّه قادرٌ واسمَح لمشورة الرُّوح القدس، بتحويلِك إلى الشَّخص
الذي أرادك الله أن تكونه. إنَّه سيِّد الفنانين لإتمام هذه المهمَّة.
من المهم ألَّا نقبلَ تغييرًا جزئيًا، بل نكافحُ للوصول إلى مِلء قامة المَسيح (أفسس13:4)
لأنَّه لا يفتقر إلى أيِّ شيءٍ لتغيير كلِّ الذين يخضعون له. ربّما تكون قد وُلدت شخصًا
يصعبُ التعامل معه، أو جعلتك الحياة على هذا النَّحو، ولكن عندما تولد ثانية، فأنت خليقة
جديدة (2كورنثوس17:5). ليس لدي شكٌّ في أنَّ العليَّ يمكن أن يبدأ الآن في العمل على
تحوُّلٍ كاملٍ في حياتك.
إنَّه الفخاريُّ الاعظم، ولا يُمكنه أن يغيِّرك إلى ما يُريده فقط، بل يُسعِده أن يصوغ حياتك
لتشابه صورته ومثاله. ولكي يحدث هذا لا داعي للمعاناة، كالصِّيام كثيرًا، أو قضاء ساعات
طويلة في الصَّلاة، أو القيام بنوعٍ من التَّضحية أو تعذيب الذَّات. التَّقديس أو الانفصال عن
الخطيئة يحدث من خلال الكلمة، عندما نؤمن بما يقول. لقد دُعيتَ لتكون مقدَّسًا
(لاويين7:20).
يُمكنك ترويضُ الحِصانِ مستخدماً اللِّجام في فمِه؛ ولكنَّ الربَّ قد أعطانا الإيمان حتى نتمكَّن
من إخضاع مملكة العِصيان والشَّر التي تسود علينا. سوف يقويك العليُّ عندما تستمِع إلى ما
يقوله الكتابُ المقدَّس. ولذا لا يمكنك ذلك فحَسب، بل يجب أن تطالبَ كلَّ شرٍّ أن يترك
حياتك. لقد أعطانا المسيحُ اليقينَ أنَّ كلَّ شخصٍ يحرِّره، هو حرٌّ بالفِعل (يوحنا36:8).
عندما نتحرَّر، يجب ألَّا نترك المنزل فارغًا، مكنوساً ومزيناً، لأنَّ الشَّيطان الذي تمَّ طرده
سوف يجتاز في أماكن جافةٍ، باحثًا عن الرَّاحة، لكنَّه لا يجد. لهذا سيُحاول العودة إلى منزله
القديم؛ وعندما يعود ويجده فارغاً، سيُحضر معه سبعة أرواح أخرى أكثر شرّاً منه
(متى12: 43-45). السِّر هو أن تمتلئ من الرُّوح القدس الذي سيؤتي ثماره في حياتك،
مثمراً بتسع فضائل رائعة تجلب لك حياة طيِّبة وسعيدة (غلاطية22:5).
قال يسوعُ أنَّ أولئك الذين آمنوا سيروا مجدَ الله (يوحنا 40:11). هذا يعني أنَّ هذا الشَّخص
لن يكون لديه أيّ شيء يُمكن أن يعيقَ عملَ الله في حياتِه أو حياتها. لا تتصرَّف مثل تلاميذ
السَّيد الذين على الرُّغم من إيمانهم وحضوره في القارب، لكنَّهم يئسوا بسبب عاصفة الرِّياح
التي أهاجت المياه (لوقا8: 22- 24). كان يجب أن يستخدموا السُّلطة التي مُنحت لهم وأن
يجلبوا السَّلام أينما كانوا. هل أنت أيضا تفتقر إلى هذا؟
يجب أن يكون هدف حياتنا أن نولد من جديدٍ وأن نصبح المكان الذي يسكنُ فيه الربُّ
(يوحنا 3.3). وهكذا يجب أن نقوم بنفس الأعمال التي قامَ بها السَّيد (يوحنا12:14). لأنَّه
عندما نولد من جديدٍ، نتلقى نفسَ الإمكانيَّة التي كانت متاحة للمسيح. يجب أن نتمِّم رسالتنا
كما تمَّم يسوع الرِّسالة التي نالها. يجب أن نُكرم العليَّ ونمنحه الكثيرَ من الفرح.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز