-
-
مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ نَفْسِي أَفْعَلُ. لأَنَّهُ كَيْفَ يُدَنَّسُ اسْمِي؟ وَكَرَامَتِي لاَ أُعْطِيهَا لآخَرَ.
(اشعياء11:48)
لقد دعانا الربُّ من داخلِه، وفي أعيننا، من خلال عمليَّة معقَّدة أوصلنا إلى الوجود. إذا
استسلمنا له- قبولُ يسوع كمخلِّصٍ وطاعة كلمتِه- فلن يسمح للعدوِّ أن يلمِسنا. ومع ذلك، من
الجدير ذكره أنَّ الربَّ يسمح لنا بالتَّجربة، لكن ليس فوق قدرتنا، ويضعُ لنا المَنفذ
(كورنثوس الأولى13:10).
كانت تجربة آدم ضروريَّة، لكن كان عليه أن يُكرِم الربَّ ولا يسقط بسبب كلمات
الشَّيطان الخبيثة. وبالمِثل، يجب على كلِّ مسيحيٍّ أن يتوقَّع أن يتعرَّض للتَّجربة في كلِّ
شيء، ولكن مِثل يسوع الذي لم يخطئ، وموقفك سيجلب المجدَ لله. لا تلعب مع الخطيئة
أبداً، مُعلناً التَّوبة في اللَّحظة التالية، لأنّ الذين يفعلون ذلك قد يتوصَّلون إلى نتيجةٍ مفادها
أنَّه لم يَعُد هناك غفران لأفعالِهم. هذا ما حدث لعيسو ولم يُلبّى طلبه (تكوين 27، 38).
حتى مجيء يسوع الثَّاني سنكافح ضدَّ الإغراء والعِصيان وما إلى ذلك. جسدنا لا يزال
قوياً، على الرُّغم من أنَّنا قد خلَصنا ووُلدنا من جديدٍ. ومع ذلك، يجب أن يتذكَّر المفديُّون
أنَّهم يجب أن يكونوا أمناءً ويجب ألَّا يؤخذوا على حينِ غرَّةٍ فيَعصوا الربّ. عندما يحدث
ذلك، يجب أن يصلُّوا حتى يتمكَّنوا من التَّخلص من كلِّ إغراءاتهم.
عند مجيء ابن الله، ليأخذ المُخلَّصين إلى الفردوس، سيتغيَّر الأحياء إلى شبهِ الجسدِ الذي
ناله يسوع بعدَ قيامته وقبل صعودهِ إلى السَّماء (تسالونيكي الأولى 15.4- 17). ثمَّ، مع
الأجساد المُمجَّدة، لن يكون لدينا أيّ ذاكرة للأشياء الأرضيَّة. ومع ذلك بينما ننتظر ذلك
اليوم المَجيد، يجب أن نسهرَ ونصلِّي حتى لا نقعَ في التجربة.
اليومُ، من أجل اسمهِ، يحتملُ الربُّ أعمالنا الشِّريرة وينتظر توبتنا بصبرٍ. لهذا في كلِّ
مرَّة تتعثَّر فيها، لا يُبعدك القديرُ عن خططهِ. أنتَ جزءٌ منه، ولهذا لا يرغب في أيَّ شيءٍ
سيّئ لك. ولكن تصالَح معهُ وعِشْ وفقًا لِما أعلنه الله في كلمته. لا تسيء استخدامَ محبَّته
لذاتِه.
إضافة إلى ذلك، لا تستهينوا بفرصةِ تسوية الأمور مع الآب، لأنَّه لم يهلكك من أجلِ
اسمهِ، ولكن سيأتي اليومُ الذي لن يَظهر فيه رحمة بعد الآن (رؤيا16:3). لم يعد يُحسَب
الكثير ممَّن أساءوا إلى صلاحِ الله من بين المفديين ولن يعودوا أبدًا. احذر، لأنَّ الربَّ قد
يُعلن أنَّه لن يُعمل شيءٌ آخر من أجلِك، وسيضيع كلُّ أملٍ فيكَ.
البشرُ هم مجد الله وبسبب ذلك يفعلُ كلَّ ما في وسعِه حتى لا يتنازل عن أحدٍ. لكنّ الذين
لن يتوبوا سوف يذوقون الموت الثاني- الانفصالُ الأبدي عن الربِّ. كُنْ حكيماً وابقَ بقربِ
العليّ. ما دُمتَ محبوباً جدّاً عندما كنتَ خاطئًا، فهل تتخيّل ما سيفعله لمن يُرضيه الآن؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز