-
-
قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ
الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ (ميخا8:6).
يُعلِّمنا الكتابُ المقدَّس أنَّ العملَ بالعدلِ وحبِّ الرَّحمة والسَّير بتواضعٍ مع الربّ هو ملخّصٌ
لِما يطلبه اللهُ من البشرِ. ربَّما لأنَّه من السَّهل جدًّا تلبية ما يطلبه العليُّ، لا يفعل الكثيرون
ذلك، وبالتّالي لن يستمتِعوا بحضورهِ. إنَّ من يهتمّ بما هو مطلوبٌ منه، ويعملُ على السَّير
فيه، يعرفُ كم هو مُجزٍ أن يُصغي إلى الخالِق. فالطَّاعة أفضل من الذَّبيحة (صموئيل
الأول٢٢:15).
أن تفعلَ العدلَ هو أن تفعل الشَّيء نفسَه الذي فعلَه يسوعُ. يجب أن تأخذ كلمة الله على
مَحمَل الجدّ وتكافح من أجل رؤيتها تتحقَّق في حياتك وحياة الآخرين. الآن، كما يُغرينا
العدوُّ في كلِّ لحظة تماماً، يجب علينا أيضًا أن نقاومَه كلَّما جاءَ نحونا بقذارتهِ. بالنَّتيجة، كلُّ
ما يقدِّمه لنا هو جزءٌ من خطَّته لإبعادنا عن حماية الله، حتى يتمكَّنَ من إسقاطِنا.
يجب أن يُغرمَ أبناءُ العليِّ بفنِّ العملِ بالعدلِ، لأنَّه يمنحنا الفرحَ الذي سيجلبُ الابتسامة دائمًا
على وجوهنا. إنَّه أمرٌ مُجزٌ للغاية أن ترى شخصًا يفهم إرادة الآب، وحياته تتغيَّر، وسُرعان
ما يبدأ في خدمة الآخرين. أولئك الذين يَفعلون الخيرَ يَجمعون المكافآت الجميلة ككنوزٍ
للمُستقبل. يكافئُ الربُّ بالتَّأكيد كلِّ الذين يعرفون كيفيَّة استخدام إيمانهم بالمَسيح.
إنَّ السَّير بتواضعٍ في محضرِه هو كلُّ ما يريدُ الآبُ أن يراه في سلوكِ من يفعل الخيرَ. ومع
ذلك، فإنَّ الذين يسمحون للغرور أو الكبرياء أو الغطرسة بالسَّيطرة على حياتهم سيُعانون
في أيدي قِوى الظلام. من المُستحيل على شخصٍ ينتمي إلى الله أن يسمحَ للغطرسة أو أيِّ
عملٍ شرّير آخر أن يسكنَ قلبَه أو قلبَها. أحدُ المؤشِّرات على أنَّنا ننتمي إلى الخالِق هو أنَّنا
نمتلك روحًا تخضع للكلمة.
كما ترى، ما يطلبه الله منَّا ليس صعبًا، ولكنَّه سهلُ التَّنفيذ. المتطلَّبات الثَّلاثة الموصوفة في
الآية التي ندرسَها أساسيَّة لكي يتحرَّر المسيحيُّ من تأثير العدوّ. يجب على كلِّ مسيحيّ أن
يقوم بتقييمٍ ذاتيّ، وإذا كان هناك شيء سيّء يحيطُ به وبقراراته، فعليهِ أن يصلِّي كي
يتخلَّصَ من ذلك. ولكن إذا سارَ المؤمنُ وِفقًا لِما يتمّ تعليمِه، فسيكون متحرِّرًا من تأثير
العدوّ.
اعمل بجدٍّ لاتباع توجيهات الله؛ عندما تفعل ذلك، سوف ترضيه وستُسعِدُ الربَّ في كي
يَعمل في حياتك (إشعياء10:53ج). عندما تقوم بأفعال الحبِّ الثَّلاثة هذه، ستشعر بفرحٍ
عظيم في داخلِك، مثل هذا الفرح الذي سيكون له تأثيرٌ حتى على حياتك الجَسديَّة. أولئك
الذين لديهم حبّ الآب الذي يسود في قلوبِهم لن يكونوا وحدهم في معركتهم ضدَّ قوى
الظلام، لأنَّهم خدَّام حقيقيُّون للعدالة الإلهيَّة.
لا تحاول أن تخلقَ شيئًا يُرضي الربَّ أو تفشل في فِعل ما يطلبه منك؛ وإلَّا ستعمل عبثاً. إذا
طلبَ منَّا أيَّ شيءٍ آخر، فمن المؤكَّد أنَّه كُتِب في الكتاب المقدَّس. بالإضافة إلى ذلك، تلبِّي
هذه الإرشاداتُ الثَّلاثة تمامًا جميع المُتطلّبات التي يتوقَّع الله منَّا أن نفعلَها لمجدِه.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز