-
-
«نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». فَاغْتَاظَ
صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ. (صموئيل الأول11:15)
أولئك الذين لا يَحفظون وصايا الله يستفزُّون العليَّ بمواقِفهم. ما ائتمنهم عليهِ هو خيرُ ما
يُمكن أن يُصيبَهم. لذلك لا تتوقف عن اتِّباع تعاليمِه أبداً، لأنَّها تحمل الكثير من الأشياء
الصَّالحة لحياتك. لأنَّك لن تحصلَ على بركات الله أبدًا إذا كنتَ متمرِّدًا. لذلك، عندما تفعل
ما تمَّ تعليمك، فإنَّك تنضمَّ إلى الربِّ بشكلٍ رائعٍ ومُثمرٍ.
لم يسعَ شاولُ لأن يُصبح ملكًا لكنَّه لبَّى الدَّعوة لإنجازِ مهمَّة نبيلة في إسرائيل. لا تحتقِر
دورك في عملِ الله أبدًا، حتى لو تمَّ تكليفك بمهمَّة تنظيف الحمَّام أو قراءة طلبات الصَّلاة
والصَّلاة من أجل النَّاس. كلُّ ما يمنحنا إيَّاه الله هو جزءٌ من محبَّته الهائلة والرَّائعة لأفراد
عائلته. المتمرِّدون والكُسالى ليس لديهم أيَّة فكرة عن مقدار الخسارة لعدم اهتمامهم بدعوة
الربِّ.
ليس بالأمر الهيّن ما سيفعله الآبُ لأولئك المدعوِّين ليكونوا جزءًا من الخدمة المقدَّسة، لأنَّ
يسوع جعلنا ملوكًا وكهنة، حتى نتمكَّنَ من تحقيق إرادة القدير هنا على الأرض (رؤيا5: 9-
10). على الرُّغم من أنَّنا لا نفهم قيمة القيام بالأشياء الصَّغيرة، إلَّا أنَّنا يجب أن نعتني بها
كما لو كانت الأهم، لأنَّ الطريقة التي نرى بها الأشياء ليست ذاتُ الطريقة التي يَرى العليُّ
بها. ستفعل الخيرَ إذا أقنعتَ نفسك أنَّه يُعطينا الأفضل دائمًا.
ندمَ القديرَ بسبب إهمالِ شاول على ما فعلَه من أجلِه. لذلك اسهَر حتى لا يشعر بنفس
الشُّعور تجاهك. لا تعتبر نفسَك مهمًّا في عمل الله، لئلَّا تتَّخذ قرارات لا ترضيِه. لن تختفي
أيٌّ من مقاصِده الإلهيَّة (أيوب2:42)، وإذا كنتَ تؤخِّر أحلامه، فلا توجد متعة تستحق
الثَّمن الذي ستدفعه مقابل ذلك.
ارتكب شاولُ خطأين: كفَّ عن اتباع الربِّ ولم يفعل مشيئته. إنَّه لأمرٌ لا يُصدَّق أن يكون
شخصٌ ما مجنونًا لدرجة يتوقفُ فيها عن اتباع الحكيمِ والكامِل؛ ومع ذلك، هذا هو بالضَّبط
ما يحدث للكثيرين. عندما يفشلُ الشَّخص في تنفيذ مشيئة الله، فإنَّه يشبه أولئك الذين لا
يجتمعون معه، بل يتفرَّقون كلٌّ إلى خاصّتهِ (لوقا23:11). فلماذا تفعل هذا وتساعِد
الشَّيطان، اتخشى ألَّا ينصره أحدٌ؟
هناك طريقة واحدة فقط يجب اتِّباعها حتّى لا يزداد الألم: أن تكون متحمِّسًا لفعلِ كلِّ
الوصايا التي أعطانا إيَّاها العليُّ وسنرى كم الأمرُ مُجزٍ عندما يفرح الربُّ بنا- فرحه هو
قوَّتنا (نحميا10:8). إنَّ المكافآت التي يمنحها الله للذين يفعلون إرادته تفوق خيالنا.
لم يكنْ حزنُ صموئيل والتماسُه طوال الليل قادرين على إبعاد الربّ عن القرار الذي اتَّخذه.
فالطاعة خيرٌ من الذَّبيحة (صموئيل الأول 22:15). إلى جانب ذلك، ستستمتِع بأفضل ما
في حياتك عندما تسمع الوصايا وتطيعها. حانَ الوقتُ الآن للصَّلاة والتَّحدُّث بجدِّية مع الربّ
وتولِّي مكانتك في يسوع.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز