-
-
قَدْ خَجِلَ الْجَمِيعُ مِنْ شَعْبٍ لاَ يَنْفَعُهُمْ. لَيْسَ لِلْمَعُونَةِ وَلاَ لِلْمَنْفَعَةِ، بَلْ لِلْخَجَلِ وَلِلْخِزْيِ»
(اشعياء5:30)
إنَّنا نصلِّي، ورُغم أنَّنا محاطون بالمشاكل لكنَّ الإجابة لا تأتي. فيُصيبُ اليأسُ ضِعاف
الإيمان. هذا موقفٌ صعبٌ، لأنَّه في مثل هذه اللَّحظات، هناكَ شخصٌ يأتي بأفكارٍ تتعارض
مع الكتاب المقدَّس دائماً، ويلمِّح إلى وجود مصادر أخرى أيضًا. ورُغم ذلك، سيرى الذين
يطلبون المُساعدة بعيدًا عن الربِّ أنَّه لا يُمكن أن يأتي أيُّ خير من هذا المكان.
قد تتعرَّض للضَّغط من كلِّ جانب، ولكن عليك طلبُ مشيئة الله دائماً- التَّوبة عند الحاجة-
وستنجو. الأمرُ الذي يجلب لنا المشاكلَ هو بُعدنا عن الله، فاتحين البابَ للعدوِّ كي يضطهدَ
حياتنا. احذر، المُساعدة الماديّة محدودة ولا قيمة لها بالنِّسبة للَّذين لا يريدون العذاب الأبدي.
وإذا سمحَ الربُّ للعدوِّ أن يوجّه سهامَه نحونا، فالحلُّ يكمن في طلبِ وجه العليّ.
اعلم أنَّ الأشرار ليس لديهم ما يقدِّمونه لنا، حتى لو كانوا لطفاء بما يكفي للتَّبرُّع ببعض
المال لك لأنَّهم ازدهروا ماليًا. أبانا وحده لديه الجواب الصَّحيح لِما نحتاجه- خلاصنا. إذا
"استعان" المؤمن بغير المخلّصين في أوقات الشِّدة، يُدرك أنَّ الشَّيطان قد جلبَ عليه شروراً
أخرى.
يجبُ علينا إنقاذ الخراف في يوم السَّبت من الحُفرة (متى12: 11-12)، لأنَّها لا تستطيع أن
تخلِّص نفسَها. في قصَّة المرأة المُنحنية، كان يسوعُ واضحًا عندما قال إنَّ الشَّيطان أسرَها
لمدَّة 18 عامًا (لوقا13: 11-13, 16). لا جدوى من معالجة الآثار، لأنَّ صراعنا ضدَّ
الرُّؤساء، وضدَّ القوى، وضدَّ حكام ظلمة هذا الدَّهر، وضدَّ جيوش الشَّر الرُّوحية
(أفسس12:6). عندما تستخدم الكلمة لهزيمة الشَّيطان، فلن يعودَ أبداً ليهاجمك.
أولئك الذين يعرفون الربَّ ويعيشون في محضرِه لديهم الكثير ليُقدِّموه للجنس البشري،
والأهمّ أنَّهم انتصروا بالقدير. اطلبه حتى تتمَّ الاستجابة لك، مثل الأرملة التي ثابرت على
الذَّهاب إلى القاضي الظَّالم مطالبة بتحقيق العدالة (لوقا18: 1-8). يجب أن نرفعَ صلواتنا
إلى عرش النِّعمة متوسّلين إلى القاضي الصَّالح ليحكم في قضيَّتنا. عندما يأتي خلاصُنا من
الربِّ، فإنَّه يقدِّم مثالاً للآخرين الّذين يحتاجون إليه أيضًا.
أولئك الَّذين يطلبون المساعدة خارجَ الإنجيل سيخجلون. ضَع في اعتبارك أنَّ العدوَّ قد
يُصيبك لأنَّه وَجدَ البابَ مفتوحًا. عندما قالَ يسوعُ أنَّ للثَّعالب أوجرة (لوقا58:9)، علَّمَنا أن
نبحثَ عن مخابئِهم، ونهاجمهم ونطردهم. لا شيءَ يحدث بالصُّدفة، ولا حتى الألم البَسيط.
نحنُ نورُ العالم (متى14:5) ولِذا، يجب أن نتطلَّع إلى الله من أجل حلِّ مشاكلنا، مقدِّمين
المثال الجيِّد. إذا لم يضيء النُّور الذي فينا، فماذا ينفعُ غير المخلَّصين؟ فقط أولئك الَّذين
لديهم روحُ الله يُمكنهم مساعدة المتألِّمين، لأنَّه يعرف كلّ الأشياء، الماديَّة مِنها والأبديَّة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز