طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ

السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ». (اشعياء2:56)

يشيرُ هذا الإعلان إلى الذين يحفظون البرَّ ويَصنعون الصَّلاح، لأنَّهم سينجحون
في كلِّ ما يفعلونه. فمن أجلِ تحقيق ذلك، يجب أن نكون في شركة مع الربِّ،
وممتلئين من الرُّوح القدس، وتحت التَّوجيه الإلهي وبقوَّة الله العاملة دون أيَّة
عوائق. يجب أن يتمَّ العمل وفقًا لِما فعله السَّيد، لأنَّ كلَّ شيء يجب أن يوجِّهَه
هو، وليست رغبتنا إلى تحقيق الأشياء.

إنَّ الخلاصَ متاحٌ للجميعِ، ليستْ الدّيانة. ولكن عندما نستمع إلى الكرازة
بالإنجيل، نعرفُ الرِّسالة إن كانت قادمة من الله أم من الإنسان. فبينما نتعلَّم
الإرادة الإلهيَّة، يجب أن نتكيَّف مع ما تعلنه مؤمنين بالإنجيل. لذلك سيكونُ برّ
القدير في قبضة إيمانك لتكون قادرًا على المطالبة برحيلِ كلِّ شرٍّ. هذا هو الشَّكل
الآمِن كي تكون مباركًا.

السِّر الذي يجب أن يقود إلى النَّصر هو طاعة الله. وهكذا سترى مدى سهولة
استخدام العليِّ لك في إنجاز عملِه. فقط أولئك الذين يرغبون في رؤية الشَّر يسود
من حولِهم لن يحفظوا البرِّ ولن يفعلوا العدلَ. لا تدع يديك تفعل شيئًا شرِّيرًا ولا
تدنِّس وصايا الربّ أبدًا. ستكونُ خادمًا صالحًا وأمينًا إذا تمَّمتَ الوصايا بفرحٍ
وسرورٍ.

إنَّ الذي يؤمن بقولِ الخالقِ ويَحيا على أساسِه ينال النَّصرَ. لن يكون هناك توبيخٌ
لهذا الشَّخص بل رضىً هائل يأتي من العليِّ. بابُ السَّماء مفتوحٌ للذين يطيعون

الكلمة، وفي أيِّ وقت يريدون استخدام صلاحياتهِم، سيستجيب الله على الفور.
وهكذا يتحوَّلون إلى أمثلةٍ للنَّجاح في كلِّ شيءٍ يضعون أيديهم عليهِ.

هذه الآية ستمنحك النَّجاح في المَهام الموكلة إليك. ولكن عدِّل مواقفك وفقًا لِما
يقوله الكتاب المقدَّس. كلُّ وحيٍ من القدير هو إلزامي. وإلَّا ستصبح متمرّداً إذا
ازدريته. وعندئذٍ لن يُستجاب لك إذا كنت في مأزقٍ وصرختَ إلى السَّماء. لا
شيء يصعبُ على الربِّ (تكوين14:18أ).

أعطانا الله سلطاناً على مملكة الظُّلمة لا على النَّاس. لذلك لا تستخدم السُّلطة
المُعطاة لك لمعارضةِ شخصٍ ما مُطلقاً، لأنَّك إذا فعلتَ ذلك، فستساعد الشَّيطان
في عملِه. الآن يقولُ الكتابُ المقدَّس أنَّنا عاملون مع الله (1كور9:3)، وليس مع
الشَّيطان. الشَّيء الصَّحيحُ الذي يجب فِعله هو الحفاظ على البرِّ- وهو ما تمّ لأجل
الجَميع- والقيام بالصَّلاح دائمًا. لذلك صلِّ من أجلِ الشَّخص الذي ارتكبَ معصيةً
بغيضةً، بدلًا من توجيهِ الشَّتيمة له.

لقد دُعينا لنكون مدمِّري الشَّر، لأنَّ الأمرَ الإلهيَّ هو للَّذين يخدمون الله كي يكونوا
صالحين. إذا كنتَ تتصرَّف بهذه الطريقة، فسوف تزهو بالمكافآت التي ستُمنح
لك في اليومِ العظيم. بما أنَّك تعرف كلَّ هذه الأشياء، ألن يكون رائعاّ أن تُعِدَّ
نفسك لتحظى بأبديةٍ سعيدةٍ ومُباركة؟ القرارُ لك كلِّياً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز