-
-
سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ. (مزمور14:25)
لله الخالق سِرٌّ يجبُ على الجميعِ معرفته ليعيشوا حياةً أفضلَ وبعيدًا عن المُعاناة. وسوفَ يفيدنا ذلك كثيراً بمجرَّد أن نكتشِفَ ما الذي دفعَ الربَّ لصُنع الخليقة، لأنَّنا حينئذٍ سنخدمه كما ينبغي. بالتَّأكيد، لن تتوفَّر للإنسانِ بمفرده شروط اتِّخاذ القرارات بشكلٍ صحيحٍ. ولكنَّنا لا نلاحظ أنَّ الله يرغب دائماً في الكشفِ عن سرِّه لنا.
يوضِّحُ هذا الإعلان أنَّ العَليم يرغبُ في أن يشاركَنا حكمتَه، وبالتَّالي يمنحنا القدرة الكاملة. الشَّرط لحدوث ذلك هو أن نحترمَ كلمتَه. هذا العرضُ متاحٌ لكلِّ المُخلّصين، ومن خلالِه، سيحصلُ خدَّام الربِّ من خلالِ إيمانِهم بيسوع على 100٪ بشكلٍ صحيحٍ في كلِّ شيء. ألن يكونَ عظيماً أن يحدثَ هذا لجميعِ إخوتنا في المَسيح؟
على الرُّغم من أنَّ الإنسان لا يزال "يزحفُ" في طريق الفَهم، إلَّا أنَّه لم يلاحظ أنَّه يستطيع الحصول على سرِّ الخالِق الذي بين يديهِ. ومع ذلك فإنَّ الربَّ سيُعلنه للمُخلَّصين فقط، الَّذين لن يزدروا به أبداً. لا يُريد الله الاحتفاظ بإمكانياتِه التي لا تنتهي. إنَّه يبحث عن أناسٍ يؤتمنُ بهم، ليَمنحَهم أفضلَ الأشياءِ المَوجودة، ليكونوا شركاءَ عملِه في هذه الحياة.
إنَّ سببَ رغبتِه في نقلِ سرِّه إلينا هو أن نصبحَ أسيادًا في أداءِ واجبِنا. بعدَ ذلك، سوف نقودُ الكثيرين إلى الفَهم الكاملِ للحقِّ، وبالتَّالي، سيَختبرون الخلاصَ الذي منحَه لهم يسوع. هذا هو نوعُ النَّاس الذين تحتاجهم البشريّة. انتبه: هناك فجوةٌ كبيرة بين الأسياد وبين فاعلي الشَّر. نحنُ نخسرُ الكثير بسببِ هذا!
احترم العليِّ، واطلبْ معرفة سرِّه، الذي ظهرَ بالفِعل في صفحاتِ الكتاب المقدَّس، وافعلْ ما أُعلِن لك. الآن فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ (لوقا 12، 48ب). تذكَّر أنَّ سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ (أمثال18:4).
لماذا تحتقر سرَّ الله الكامل؟ كما أنَّه يريد أن يعلِّمك عن العَهد الذي قطعَه معنا في المسيح. الأشياءُ الصَّالحة والمُفيدة تأتي من أمانةِ الله. لا تضيِّع حياتك في الغرورِ أو الخطيئة أو في أيِّ خطَّة شرِّيرة. كُنْ نوراً لتحيا حياةً أفضل وتخدم الربَّ بشكلٍ أفضل.
ماذا ستفعل بالتَّعليم الذي تعلَّمته؟ إذا أطعتَ القديرَ، فسوفَ تتزكَّى كخادمٍ له دون شكّ، وبالتَّالي، سوف يستخدمك لإنجاز أشياء مهمّة ومفيدة. لا تدع شيئاً معادياً يقودُ حياتك، إلَّا بروح الله فقط.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز