-
-
أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ. (لوقا18:15)
نحن نتَّخذُ الكثيرَ من المواقفِ المُتسرِّعة. وبعد مرور بعضِ الوقتِ، سواءَ حقَّقنا نجاحًا أو فشلًا، نصلُ إلى نتيجةٍ مفادها أنَّها لم تكن اختياراتٌ جيِّدة. ولكنَّ الكثيرَ من النَّاس، حتى بعد ملاحظة أنَّهم كانوا مخطئين بسببِ خزيٍ أو غرورٍ أو أيِّ سببٍ آخر، يختارون تناولَ طعام الخنازير بدلاً من العَودة وطلب الغفران (لوقا16:15). إنَّهم لا يفهمون أنَّ هذا العَمل الأحمق يُبقيهم في عبوديةٍ روحيَّة، وبالتَّالي يعانون في أيدي العدوِّ.
التوبة تدفعُ الإنسانَ إلى طلبِ الغُفران. إذا جاءَ الطَّلب من القلبِ، فهذا يعني: "أنا أدركُ خطئي وسأدفع ثمنَ ما قُمتُ به. أنا أعلنُ التَّوبة وأعِدك ألَّا أقومَ بشيءٍ مماثلٍ مرَّة أخرى. لذلك أطلبُ المُساعدة والرَّحمة وأن أفعلَ كلَّ ما هو ضروريٌّ ". هذا الموقف يُعيد الجاني إلى الشَّركة مع الله القدير ومع النَّاس الآخرين. التَّوبة والإيمان بالإنجيل هي وصايا الربّ يسوع.
وراء كلِّ تصرُّفٍ خاطئ، هناك روحٌ شرّيرٌ انتصرَ في معركةٍ لضررِ حياة ذلك الشَّخص. الشَّيطان موجودٌ ليقتلَ ويسرقَ ويهلكَ (يوحنا10.10أ)، وليس فقط للاختباء وراء خطيئة ذلك الإنسان. لا يُمكننا أن نُغلقَ أعينَنا ونتظاهرَ بأنَّنا لا نعرف هذا. على العكسِ، يجب أن نواجه المعركة بأسلحةِ البرِّ ونحرِّر هذه الحياة. كثيرٌ من النَّاس، على الرُّغم من أنَّ الله يستخدمهم، لكنَّهم ما زالوا تحتَ نير الشَّر.
يُمكن التَّغاضي عن بعضِ الأخطاء بسهولةٍ؛ البعضُ الآخر ليس كذلك. يجب أن نتبعَ نفسَ نمط الابن الضَّال: "أقومُ وأذهبُ إلى أبي، أقول الحقيقة، أدرك أنني لا أستحقُّ أن أدعى ابناً، وأطلبُ معاملة الخادم". تسمحُ هذه المواقف لمحبَّة الله بإعادة الشَّركة. بالإضافة إلى ذلك، نحن بحاجةٍ لممارسة الرَّحمة بنفس الطريقة مع الذين أخطأوا في حقِّنا.
عندما عادَ، اكتشفَ الابنُ الضَّال ما لم يُلاحظه سابقاً: كان والدُه صالِحاً حقًّا، على الرُّغم من المعاناة التي سبَّبها الشَّاب من جرَّاء اختياره الشِّرير. هذه القصَّة التي رواها يسوعُ، وهي رسالةٌ قويَّة ومقتدرة عن كيفيَّة تعامل الحبِّ الإلهي مع الضَّالين، لأنَّ العليَّ يرغب في استعادةِ كلِّ خاطئ مثل هذا الشَّاب. إنَّ استعادة الحياة معجزة أعظم بكثيرٍ من شفاءِ مرضٍ عضالٍ.
يا لِرضا وسرور قلبِ الأب عندما رأى ابنه الضَّال. الذي ارتدى ملابس نظيفة مجدَّداً وحذاءً وبات مستعدًّا لدوس الأفاعي والعقارب وكلِّ قوَّة العدوِّ (لوقا19:10). إلى جانب ذلك، حصلَ على خاتمٍ، رمزُ قوَّة الأسرة. ليس الله وحده هو الذي يفرح بردِّ الخاطئ، ولكن ملائكة السَّماء أيضاً. إن أهميَّة هذا الموقف تدفع الملائكة إلى إقامة عرسٍ لتمجيدِ القديرِ (لوقا7:15).
أمرٌ ضروريٌّ أن تُظهِر دليلَ التَّوبة للشَّخص الذي خنتَهُ. وهكذا، إن أخطأ الآخرُ كثيراً سيَسعى إلى تصحيحِ الأمورِ مع العليِّ أيضاً، وبالتَّالي، سيكونُ سعيدًا ومكتفياً. إنَّ قرارك بالتَّوبة أو العفو عن شخصٍ ما هو أهمّ عملٍ في حياتِك. لذلك أكرم الربَّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز