-
-
اَلَّلهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإِلَى الآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ. (مزمور17:71)
يسعَدُ المُعلِّم أن يرى تلاميذَه ناجحين في الاختبارات التي يمرُّون بها. بالتَّأكيد، لن يُخفي المعلِّم العَليم عنك أبدًا المعلومات التي تحتاجها اليومَ أو التي ستحتاجها في المُستقبل. لذلك إذا كنتَ تريد أن تكون منتصرًا دائماً، ففكِّر في كلِّ خدمة قُدِّمت لك، لأنَّه لو وُجدَ أيُّ طريقٍ للنَّصر على التَّجربة أو في أيِّ معركةٍ بدون المُساعدة الإلهيَّة، لكانَ الربُّ قد علَّمَك ذلك.
الحياةُ الرُّوحية تشبه الحياةَ الطَّبيعية. هناك فترة تكون فيها طفلاً وليداً، ثمّ تأتي مرحلة الطفولة، ثمَّ المُراهقة، ثمَّ الشَّباب، وأخيراً مرحلة الرُّشد. لذلك من الضَّروري أن نتعلَّمَ من الخالق، فهو الوحيدُ الذي يعرفُ كلَّ شيءٍ، بما في ذلك قدرتنا على مقاومة حكايات العدوِّ. فمن تعلَّمَ من يسوع لن يفشلَ أبدًا أمام النَّاس ولن يفشلَ أمام الربِّ.
لديكَ القدرة على فهم الحقيقة وإعداد نفسِك لتحقيق الغرضِ من وجودك في ملكوتِ الله خلال مرحلة الشَّباب. في كلِّ مرَّة تتعلَّم شيئًا ما، وتؤمن به، سترى الإيمان ينمو في قلبك. ليكنْ هوَ سيِّدك. كما فعلت المرأة السُّورية الفينيقية التي كان لها ابنة ممسوسة بالشَّيطان. لقد تعلَّمَت كيفيَّة اجتياز الاختبارات التي أجراها يسوع، وعندما انتهى كلُّ شيءٍ، تمَّ تحريرُ ابنتها من الشَّيطان الذي قيَّدَها (مر7، 26).
عندما تسترشدُ بالأشياء التي تتعلَّمَها، ستعرفُ ما يجب عليك فِعله في كلِّ موقف. عندما تتعلَّم الخطة التي أعطاك إيَّاها خالقك لتحقيقها، يجب أن تبدأ على الفور دون الشُّعور بعدم الاستحقاق. بعد ذلك، ستكون قادرًا على الصَّلاة والإيمان بأنَّك ستحصل على ما تحدِّده. من المُهم أن تتذكَّر أن السَّيد لا يعلِّم أبدًا بالسُّوط، لأنَّه وديعٌ ومتواضع القلب، ويحترم إرادتك الحرَّة، ويعطيك كلَّ احتياجاتِك (متى29:11).
لذلك، إذا كنتَ تعرف ما يجب أن تفعله وتهيِّئ نفسَك للوفاء بكلمة الله دون خوفٍ، فيُمكنك أن تكون على يقينٍ من أنَّه سيمضي قدمًا أمامَك لفتح الطَّريق. كما أنَّه سيُحيط بك حتى لا يتمكَّنَ العدوُّ من لمسِك. يعرفُ الحكيمُ الوقت والحُكم (جا5:8)؛ ومع ذلك، يجب أن تتبع ما يعلِّمهُ الربُّ كلَّ يوم. هناك تعليماتٌ عامَّة نتعلم فيها وصاياه، ولكن هناك أيضًا تعليمات خاصَّة يتم تقديمها حسبَ قصدِ الله وستأتي بنتائج جيدة.
إنَّ الذي يعيشُ الكلمة يعلَم أنَّه عندما يبلغ سنَّ الشَّيخوخة، فإنَّ الإيمان سيُساعده، لأنَّ الله لا يتخلَّى عن شعبهِ أبدًا. الإيمانُ مثل الشَّابة الجَميلة التي اختيرت لتدفئة داود، لأنَّ العقائد القديمة لم تكن تعمل بالطَّريقة نفسها التي كانت تعمل بها من قبل. بعد ذلك، حتى مع تناقص قوَّتك الطَّبيعية، ستستمرُّ في إنتاج أطفالٍ أقوياء ومباركين. في بعضِ الحالات، حتى عندما تكون في حالة انهيار، سوف تصنع العجائب، كما فعلَتْ عظامُ أليشع (2مل21:13).
الجِهاد الحسَن وإكمالُ الخدمة وحفظ الإيمان هو نهاية الذين يحبُّون الله (2تيم7:4). ثمَّ عليهم أن ينتظروا اللَّحظة لينالوا إكليلَ البرِّ ويتمتَّعوا بالسَّعادة الأبديَّة. ذاتَ يومٍ، وبفرحٍ، ستتلقى الأمرَ بالمغادرة لتقفَ أمامَ رئيس خلاصِنا، الذي ستدفع حساباً له عن جميع مواقفك. هللويا!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز