-
-
وَرِثْتُ شَهَادَاتِكَ إِلَى الدَّهْرِ، لأَنَّهَا هِيَ بَهْجَةُ قَلْبِي. (المزامير ١١٩: ١١١)
نجدُ في الكتاب المقدَّس عدَّة وصايا للربِّ تخصُّنا، فهي مهمَّة لكونها تكشف عن خطط الله لنا. لكن إن لم نحظَ بهذه الشَّهادات فسنقع بمشكلةٍ كبيرة لأنَّنا لن نعرف كيف نصلِّي في أوقات المِحن. ثمَّ إن الربَّ يجعل كلَّ شيء يعمل لخيرنا، لذلك إن لم نعلم بهذه الامور فكيف لنا أن نحصل عليها؟ لأننا إن لم ننَل ما يخصُّنا فلا يمكن أن نعدَّه من حقنا.
عندما تكتشف أنَّ هناك ما يخصُّك احصل عليه في اللَّحظة نفسها لأنَّ سعادتك تعتمد على موقفك من إعلانات كلمة الله. فإذا لم تطلب ما يخصُّك بالكامل لهو أمرٌ أشبه بأن تكون مستفيداً من الوصيَّة لكنك لا تحصل على المنفعة منها. ماذا يمكنك العمل في هذه الحالة؟ الحلُّ أن تجد الوصيَّة وتبحث عن الغاية منها لكي تنال المنفعة. وبالطريقة نفسها دافع عن كلِّ ما قِيلَ عنك في كلمة الربّ.
ثمَّ إنَّ الوصايا المُعطاة من الله لك هي جزءٌ من ميراثك في يسوع، كما أنَّه يدعوك أن تكون عضواً في جسد المسيح، وقد أوصى الربُّ ببركاتٍ عديدة على حياتك. والآن هل ستحتقر ما أعطاك إيَّاه الله؟ فلن تخسر سوى ما أوكلك به ما لم تحرِّك ساكناً، الأمر الذي يعتمد على تصرُّفك. وبالتالي عندما يأتي يوم الحساب عليك أن تُري ما الذي فعلته بالمواهب التي نلتها.
لقد قصَّ يسوع قصَّة عن الشَّخص الذي طمرَ وزنته، وعلى الرُّغم من أنَّه أعادها سليمةً إلَّا أنه طُرِح في الظلمة الخارجية حيث يكون البكاء وصرير الأسنان (متى 24:25-30). لقد أُهلِك هذا الإنسان لأنَّه لم يحبَّ الخلاص المُعطى له من الله. فكن حذراً ألّا تحتقر العطايا السَّماوية ولا تبدِّلها بأي شيء، لأنَّ الله أرسل هذه الإعلانات لكي تصنع تغييراً عظيماً في حياتك، وبدونها سوف تكون عرضة للمشكلات هنا وفي الأبدية.
لذلك أعطِ أهميَّة كبرى لما قدَّمه الربُّ للعالم مجاناً، وهذا لا ينطبق على الأمور المادية فقط بل أيضاً على العطايا الرُّوحية. فلا تتجاهل ما يعلنه الله لأنَّ عطاياه تجعل يسوع يزورك. هل هناك أمرٌ أهمَّ من استقبال كلِّي القوَّة الذي هو في السَّماوات وعلى الأرض؟ لقد كانت إحدى هذه الزيارات زيارة زكَّا الرَّجل الغنيّ الذي حصلَ على الخلاص. ماذا حدثَ لو أنَّه لم يتسلَّق الجمّيزة ليرى الربَّ يسوع؟
افعل كلَّ ما تستطيع لرؤية السَّيد لأنه عندما يزورك يسوع سيضع حدَّاً لمشكلاتك، من معاناة صغيرة إلى خلاص روحك. ولا تنسَ أنَّ الحياة على الأرض قصيرة جداً، فحتى وإن كانت مليارات السِّنين لم لا تنال الخلاص؟ بعد الموت ستَحيى روحُك إلى الأبد: المليارات من الأزمنة والمليارات من السّنين، لا تُحصى ولا تُعَد. فكن حكيماً ولا تنخدع بسحر الباب الرّحب.
مَن مِن النَّاس لن يُعطي كلَّ شيء ليزوره المسيح في بيتِه؟ لكن العديد من النَّاس عن جهلٍ يرفضون زيارة المخلِّص من خلال احتقار الإعلانات التي تجلبه إلى حياتهم. فهل تعطي القليل من الأهميَّة لفرحك الأبدي إلى درجة ألَّا يهمَّك إن خسرته إلى الأبد؟ وتذكَّر أنَّ يسوع أطلق على الرَّجل الذي لم يكن يهتم سوى لشؤون هذه الحياة بـ "الرَّجل الغبيّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز