-
-
هأَنَذَا قَدِ اشْتَهَيْتُ وَصَايَاكَ. بِعَدْلِكَ أَحْيِنِي. (مزمور40:119)
تكادُ التَّجارب تَهزمُ المؤمنَ في كثيرٍ من الأحيانِ. ولكنَّه إذا أحبّ وصايا الربِّ، فإنَّه سيطلبُ النُّهوض ثانية. بالطَّبع لا يجب أن نسمحَ لأكاذيبِ الشَّيطان- أو الإغراءات- بالتأثير علينا. أولئك الذين أسِروا بها يعيشون في عالم المشاعرِ، حيث الصَّواب خطأ والباطل صوابٌ، والفشلُ يصبحُ فضائل. عندئذٍ وحدَه الله قادر على إخراجِ المؤمنين من هذا الفخِّ.
تزعجُ وصايا الربِّ أولئك الَّذين هم في الخطيئة، ولكنَّها تجعل الأبرار فرِحين مجتهدين لإتمام الإرادة الإلهيَّة. أيُّ نوعٍ من الاشخاص أنتَ؟ بعد التَّجربة كيف تشعر؟ هل تشعرُ بالاكتفاء أم تكون في حزنٍ عميقٍ؟ أولئك الذين يَسمحون لأنفسِهم أن ينقادوا بالرُّوح القدس معروفون من قبل الله، لأنَّ الرِّغبة البسيطة في مراقبة توجهاتهِ هي بالفعل دليلٌ على أنَّهم يَسعون إلى التَّغيير.
حتى لو وقعَ الإنسانُ في الخطيئة، إذا أرادَ أن يعرفَ أوامر الربّ ويلبّيها، فسيكون قادرًا على أن يصرخَ إليه ويحيى في برِّه. الآن، الخطيئة أمرٌ خطيرٌ للغاية، لأنَّه بعد موت الإنسان لا توجد توبة، ثمَّ تأتي الدَّينونة الأبديّة. لذلك يجب على أولئك الذين لديهم فهمٌ أن يطلبوا الغفران والمُصالحة والتَّعويض الأبوي.
إذا كنتَ تحبّ الوصايا الإلهيَّة، فالربُّ ضامنٌ لك مسبقاً، وهذا بسببِ إرادة التَّغيير. قد يكونُ الإنسانُ ضعيفًا بسبب أفكارٍ خاطئة؛ ولكن، لأنَّه يريدُ أن يتبعَ الربَّ حقيقة، فذاك يجعله يعمل وبالتالي يحصل هذا الشَّخص على قوَّة جديدة. والمَسحة التي تكسرُ أيَّ نيرٍ تأتي عليه (أش 10، 27). وبعد ذلك فإنَّ برَّ الله يُحيي هذا الإنسان للمعركة ويُنجِّيه تمامًا.
على الرُّغم من أنَّك قد تكون بعيدًا عن القدير، انتظِر مساعدتَه. إذا كان قلبك يرغب في التَّعاليم الإلهية، حتى لو لم تطيعها كلَّها، فستكون لديك فرصة لاستعادة الشَّركة معه. ولكن لا يُمكن أن يكون هذا سببًا لك لتقع في الخطيئة مرَّة أخرى؛ على العكسِ، تخلَّص من التَّجارب ولا تكن تحتَ سلطان الشِّرير بعد الآن.
كتبَ الرَّسول بولسُ عن هذا في رسالتِه إلى أهل رومية، قائلاً إنَّه لِمن لا يعمل ولكنَّه يؤمن بالذي يبرِّر الفاجر، فإنَّ إيمانه يُحسب له برَّاً (رومية5:4). ولكن بلا شكّ، من الأفضل أن تُمارس إيمانك بيسوع، لأنَّك به ستنجو من الدَّينونة الأبدية وستكون أيضًا مستعدًّا ومؤهّلاً لتكون بقربِه. العالمُ يزول، أمَّا الذي يصنعُ إرادة الربّ فيثبت إلى الأبد.
العدالة الإلهيَّة كافية لتجعلك تحيا. لذلك ارتبط معه على الرُّغم من أنَّك قد تشعر أنك لستَ على ما يُرام. إذا سقطتَ، تذكَّر أنَّه يبرِّر الأشرار، وسيُحسَب إيمانك برَّاً- وهو شيءٌ ستفعله بشكلٍ صحيح (رومية5:4). الله سوف يبرِّرك. هل هناك وقتٌ أفضل من الآن لتصحيح الأمور معَه؟ هل تريدُ ذلك؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز