-
-
أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي، فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. (مزمور7:143)
لا تلعبْ مع الخطيئة، لأنَّها إذا لصِقت في نفسِك، واستمرَّيت في "مراعاتِها"، سترى أنَّ هذا الموقف، الذي يجلبُ لك ربحًا أو متعةً معيَّنة، ستفتحُ عليك أبوابَ مملكة الظَّلام. فتخلَّص منها في أسرع وقتٍ مُمكنٍ. استمِع إلى تحذيرات الكتاب المقدَّس وأطِع تعليماته، لأنَّه الحلّ الإلهي الأفضل لك لتخلُصَ من السًّقوط.
يجب أن تُسمَع صلاتك من الربِّ. وإلَّا لن تشعرَ بحضورهِ أبداً. والشَّيطانُ سيتابع عملَ التَّدمير الذي يقومُ به في حياتِك فعلاً. فهو لا يُمازح أبداً، بل يستخدم قوَّته للقتلِ والسَّرقة والتَّدمير دون أيّ شفقةٍ. سيقودك صوتُ العليِّ إلى معرفة الحقّ، وبعد ذلك، ستتَّخذ القرارات اللَّازمة التي ستمنحك الحرِّية.
يعودُ سببُ التَّسرّع إلى حقيقة أنَّ العدوَّ يتصرَّف بطريقةٍ سريعة ومدمِّرة. لذلك لا تدع روحَك تضعفُ في الإيمانِ، لأنَّ الشَّيطانَ سوف يخدعك كثيراً بعيداً عنه، ممَّا يدفعك إلى اعتبارِ الخطيئة، بأشكالِها الأكثر تنوُّعًا، اختيارًا بسيطًا لإرادتك الحرَّة. لقد خُلِقنا لنسلك في الحقّ ونتحرَّر من أعمال الشِّرير.
الحياةُ الخاطئة تدفعُ الربَّ ليسترَ وجهَه، لأنَّ العدوَّ قد خدع هذا الإنسان. الآن التَّجربة عرضٌ من أبو الكَذِب. هدفُه هو قنصُ روحِك وقيادتِك نحو الإدانة الأبديَّة. لذلك كُنْ حكيمًا واهربْ من كلِّ ما يخالف الكلمة، حتى لو بدا ذاك أنَّه أفضل متعةٍ قد تحصل عليها على الإطلاق. الله لا يُفسِد عملهُ. بل يُحطِّم الشَّر.
والدَّليل على أنَّك لستَ بخيرٍ هو قلَّة فرحِك في الربّ، وفي نفسِ الوقتِ الشُّعور بالحزنِ والنَّدم لأجلِ رغبتِك في فعلِ إرادة الشَّيطان. ومع ذلك عليك أن تفعلَ أكثرَ من مجرَّد الحُزنِ على أفعالِك. يجب أن تفتحَ قلبك كما فعلَ كاتبُ المزمور. من لا يَصرخ إليهّ يُغلِق البابَ على عمل الرُّوح القدس، لأنَّ الرِّغبة في الصَّلاة تأتي منه.
على الرُّغم من أنَّك قد تكون قد مررتَ باختباراتٍ عديدةٍ مع الآب، لكن إذا لم تكنْ في شركةٍ حقيقيَّة معهُ- تتكلَّم بألسنةٍ، تطيعُ التَّعاليم الإلهيَّة، وتفعل مشيئة الله- فسوف تذهب مع الضَّالين إلى العذاب الأبدي، حيث يكونُ البكاء وصريرُ الأسنان (لوقا 13، 28). الخَيارُ لك ولا يُمكنك التَّخلّص منه. من يرفض عطيَّة القدير لن يتركَ العذابَ الأبدي. استيقظوا أيُّها الإخوة!
اتَّخِذ قرارًا وأوقِفْ بشكلٍ نهائي جميعَ أنواع الإغراءات. وسوف يُضيء نُورك على الفور. لا تهدر الهِبةَ التي يمنحك إيَّاها الله في هذه اللَّحظة، ولكن تمسَّك بكلِّ ما يقدِّمه لك العليّ. وهكذا، سترى كم هو صالح ومُجزٍ أن تمشي معه الآنَ وإلى الأبد.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز