عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ. (مزمور10:143)

يا للأهميَّة الكُبرى! أن نجعلَ الله ربَّنا الأعلى، وهذا يحدث عندما نعترفُ بسلطتهِ على حياتِنا ونخضع لكلمتِه. سيكون إلهُك فقط إذا أعطيتَهُ المركزَ الأوَّل على إرادتِك، وانحنيتَ أمام إعلان الكتاب المقدَّس. وبمجرَّد أن تمتلك ما يكشِفه لك، فإنَّك تمنحه الفُرصة التي انتظرَها كثيرًا ليبارك حياتك.
كلُّ ما يريده هو أن يُصبح إلهكَ. ولأنَّه القديرُ، فهو يعرف ماذا يفعل ليخلِّصك من قبضةِ الشِّرير. ولكي يحدثَ هذا، يجب أن توفر له الشُّروط الملائمة من خلالِ إيمانك. الآن إذا كنتَ تخشى أيَّ تهديدٍ من الجحيم، فأنت تخضع لروحِ الظُّلم المُرسل من مملكة الظَّلام.
يجب أن تكون أعمالُ الربِّ في حياتك بلا حدودٍ، لأنَّه غير محدودٍ بكلِّ المعاني. وإلَّا لن تعرفه كإلهٍ. عليك أن تؤمن بما أعطاك إيَّاه لكي يُنجز الآبُ ما هو ضروريٌّ. من لا يؤمن بقوَّة العليّ على التَّصرف في حياتِه يحدُّ من عملِه. هذا الموقف يُشبه الإقرارَ بأنَّه ليس الله.
بعد أن جعلَ داودُ القديرَ إلهاً لهُ، صلَّى لكي يعلِّمه أن يحقِّق قصدَه. لا يكفي أن تعرفَ المقاصدَ الإلهيَّة. يجب أن تكونَ على استعدادٍ لتحقيق ما أعلنَه لك. الآن مشيئةُ الربّ ليست شرِّيرة ولن تسبِّب لك أيَّ ضررٍ، لكنَّها ستجعلك بلا شكّ الشَّخص الذي خطَّطَ لك العليمُ أن تكونَه. بالتَّأكيد الخطة السَّماوية لحياتك مميَّزة.
استمرارًا لهذه الصَّلاة، طلبَ داودُ من العليّ أن يُرشِده في أرضِ الاستقامة، لأنَّه فهمَ أنَّه في الأراضي الوَعرة المليئة بالحِجارة والأشواك، لن يَهديه الربُّ أبدًا. لا يقودك اللهُ أبدًا بشكلٍ عشوائي، بطريقة مشوَّشة ومضطربة. لن توضَع خطتَه في الظُّلمة، ولكن في النُّور الواضح. لن يَكتبَ بخطوط ملتويةٍ أبداً، بل بخطوط مستقيمةٍ.
الرُّوح القدس مستعدٌّ للعملِ لصالِحك بصفتهِ معزّيًا لك. ولكن لكي يكون هذا ممكناً، عليك أن تمتلك الوصايا الإلهيَّة وتعملَ بحسبها بعد أن تعلَّمتَها. من يحتقر كلامَ الله لن يحصلَ على مساعدتهِ في وقتِ الحاجة. في الحقيقة عندما يكشفُ لك شيئًا ما، فقد أعطاكَ بالفِعل إمكانية التمسُّك به. لذلك أعلِن انتصاركَ.
أمرٌ آخر هامٌّ ولكنَّه بسيطٌ، وهو الإيمان بأنَّ إرادة الله لن تجعلك تمرُّ بموقفٍ خطير أو قذرٍ، لأنَّ الربَّ كاملٌ في كلِّ أفعالِه. وبالتَّالي لن تندمَ على السَّماح له بالتَّصرف في حياتِك. يريدُ العليُّ أن يراكَ مستمتعاً بالأشياء الجيِّدة التي أعطاكَ إيَّاها في المَسيح يسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز