وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَق وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ. (يوحنا الأولى27:2)

يُنسى الرُّوح القدس عمليًا في أيَّامنا هذه على الرُّغم من رسالتهِ العظيمة. حتى في الكنائس يوجدُ القليلُ جدًا من التَّعليم عن المَّهمة النَّبيلة التي يجب أن يقومَ بها بيننا. إنَّه جزءٌ من تحقيق برِّ الله بيننا، تمامًا كما حدث ليسوع، الذي طلبَ من يوحنَّا أن يعمِّده بالماء، كي يتمِّم كلُّ برٍّ. ولمَّا خرج من المياه امتلأ المسيحُ من الرُّوح القدس.
تتلقَّى المَسحة من العليّ عندما يعمِّدك المعزِّي الآخر، والَّتي ستبقى فيك إلى الأبد. حتى لو تجاهلتَ ذلك، فلن تترككَ؛ أمَّا ممارسة عملِ المعلِّم الجميل فلن تتحقَّق. أمرٌ ضروريٌّ أن تتكلَّم بأسرار دائمًاً، وأيضًا أن تستخدمَ الهبات الثَّمانية الأخرى التي تمكِّنك من ممارسة إيمانك بيسوع بطريقة لا يُمكن تعويضها. ولكن إذا كانت هناك خطيئة، فلن تعملَ المَسحةُ كما ينبغي.
تعيشُ في نفس الجوِّ الإلهيّ الذي عاشَ فيه يسوع من خلالِ المعمودية؛ لهذا السَّبب، أنت قادرٌ على القيام بنفس الأعمال التي قامَ بها. ستتعلَّم أن تستخلِص من الربّ ما هو ضروريٌّ لخدمتهِ بطريقةٍ منتصرةٍ مع مرور الوقت، ثمَّ، شيئًا فشيئًا، ترى نورك يزداد أكثرَ فأكثرَ حتى يومنا هذا (أمثال18:4). إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن يستبدل النَّاس هذه البركة التي لا تُضاهى بطقوسٍ دينيَّة.
سوفَ يمنحكَ ارشادُ الرُّوح العيشَ بوفرةٍ في كلِّ شيء، دون إدانةٍ. هذا هو الهدف المطلوب. وبمجرَّد أن تجدَه، تكتشِف أنَّ الربَّ يذخرُ لك المحبَّة والسَّعادة والسَّلام وطول الأناة واللُّطف والصَّلاح والأمانة والوداعة وضبط النَّفس. اسمَح للمَسحة أن تسكنَ فيك بحرِّية، وسترى أنَّ هذه الهبات الإلهيَّة الحقيقيَّة ستحوِّلك إلى بركة.
تكتسِب أعظم تعليم في كلِّ العصور ولا تحتاج إلى أيّ شخص آخر ليعلِّمك شيئًا من خلال مَسحة الربِّ. عندما تسمع أو ترى شيئًا ما، ستشعرُ ما إذا كان ذلك نافعاً لحياتك أم لا، وبالحكمة التي أعطاك إيَّاها الله، لن تساومَ على ما يُمكن أن يسبِّب لك المعاناة والمتاعب. لقد خطَّط الأبُ لحياة المخلّصين لتكون ناجحة في جميع الأوقات.
إنَّ المَسحة لا تفشل أبدًا بالإضافة إلى كونها حقًيقيَّة. إذن، لماذا لا تسمح لنفسِك أن يُرشدك الرُّوح القدس؟ نتلقَّى القوَّة عندما نمتلئ بالمعزِّي، الذي يقوم بعمل الله فينا ومن أجلنا تمامًا كما فعلَ عندما كان يسوع بيننا كإنسانٍ. أمرٌ رائعٌ -بكلِّ بساطة أن نسلك في الرُّوح، لأنَّنا لا نكملُ شهوات الجسَد حينئذٍ، ونتخلَّص من كلِّ التَّجارب.
يجب أن تبقى في يسوع هكذا تماماً، وهو فيك. وسيكون لديك كلّ ما تطلبه- تحدِّده أو تمتلكه وتصمِّم عليه. اسمَح لنفسِك أن تسترشدَ بالمَسحة وستدرك أنَّ يسوع قال الحقَّ، عندما قال أنَّه من الأفضل أن يذهبَ إلى الآب (يوحنا 16:16).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز