-
-
أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْدًا، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ. (١ بطرس ١: ٢١)
لقد كانَ العملُ الذي خطَّطه الله لخلاصِنا صعبَ الفهم بمنظورنا لكنَّه كاملاً. واليوم إنَّنا أحرارٌ من أعدائنا ونستطيع العيشَ بقداسةٍ متمتّعين بالشَّركةِ مع الخالِق وأيضاً لا نضرُّ أيَّ أحدٍ. ومن خلالِ الإيمان بالله نقود الكثيرين للاشتراك في الطّبيعة الإلهيَّة، وكلُّ هذا بسببِ طاعة يسوع حتى الموت على الصَّليب من أجلِنا.
لقد كانَ في فكرِ الله خلاص البشرِ عندما أرسل ابنهُ إلى العالم، فقد كان الثَّمنُ باهظاً جدّاً إلَّا أنَّ مسرَّته في إنقاذنا من الهلاك الأبدي عوَّضت عن كلِّ تضحية قدَّمها ابنُه الحبيبُ. وهكذا سنكون في الأبديَّة مع الله متشاركين معه في مجدهِ وخطَّته الأبديَّة. وبلا شكٍّ، فعل الربُّ الأفضل لنا غير مهتمٍ للثَّمن الذي سيدفعه. بالحقيقة أنَّه يحبُّنا!
من ثمَّ ليست خطية آدم هي أعظم مأساةِ البشرية، بل الجهلِ في معرفة العمل الذي أتمَّه المسيحُ. فقد أدخلَ التصرُّفُ الغبيّ الذي فعلَه الإنسانُ الأوَّل الشِّريرَ إلى العالم. والآن، العملُ البطولي الذي قام به يسوعُ بالتخلِّي عن مجدهِ وكلِّ امتيازاته عند الله وأن يُولد ويعيشَ كإنسانٍ معرِّضاً نفسه لكلِّ أنواع التَّجارب غير ساقطٍ في واحدة منها يجب أن يُدرَس ويُقبَل لأنَّه لا يُقارَن بالمنطق البشري.
نحن نؤمن باللهِ في المَسيح، لكن أولئك الذين يؤمنون بعدَّة ديانات لا يختبرون هذا الأمر بالرَّغم من أنَّ بعضهم يهبون حياتهم لمعتقدهم. فأعمالهم الخيريَّة قيّمةٌ لكن هذا لا يعني أنَّهم يؤمنون بالله، حتى أنَّ صرفهم الكثير من الوقت في الصَّلاة والاعتكاف لا يمنحهم لقبَ خدَّام العليّ. فالإيمان باللهِ القدير أعظم عطيَّة نلناها منه.
لقد أكملَ يسوعُ العملَ بنفسِه ومن خلاله نأتي إلى الآب لننال غفران خطايانا، وبناءً على هذا الحياة الأبديَّة. لذلك كلَّ ما علينا فِعله هو أن نكرز بهذا الأمر للآخرين لأنَّه لا يوجد موضوع أهم يستحقُّ وقتنا الثَّمين. إذاً ضَع نفسك وكلَّ معرفتك وقدرتك لعلَّ أحدهم يستيقظ وينال الخلاص، فهذه أعظم طريقة نحبُّ بها الله.
لقد أُعطِي المجدُ ليسوع ولا نعلم أكثرَ من هذا، لكنَّه جعلَنا نؤمن ونرجو الله. إنَّ المَسيح هو كلُّ ما نستطيع أن نؤمن به وعمله الخلاصي أعظم ممَّا يمكننا إدراكه، ففيه الحياة والمسحة وبالتَّأكيد لن نخزى في مجيئه. لكن هناك أمرٌ مُحزنٌ لكنَّه حقيقيٌّ، إنَّ أتباع وممارسي المعتقدات الأخرى سيَخزون عند مجيئهِ.
فإنَّ كان قد عمِل العليُّ الكثيرَ منذ سقوط الإنسان إلى لحظة ظهور ابنه للعالم، ما الذي لم يفعله اليوم لينيرَ النَّاس؟ لا نستطيع عرقلة خطَّته ونختار الجشَع والغطرسة والأخطاء الأخرى بدلاً من مشيئةِ الربِّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز