-
-
اِسْمَعْ يَا ابْنِي وَاقْبَلْ أَقْوَالِي، فَتَكْثُرَ سِنُو حَيَاتِكَ (أمثال10:4)
عندما يتكلَّم الربُّ، يكونُ قد أعدَّ بالفِعل ما هو ضروريٌّ لتحقيقِ بركتك. لذلك ليسَ من الضَّروري أن تصلّي إليه ليسمَعَ أفكارَك؛ بل عليك أن تنتبهَ إلى كلماتِه. لأنَّك ستفهم التَّوجيهات التي تتبع المعلومات التي قدَّمَتها الشَّهادة من فم الله عندما تتأمَّل فيها. كلُّ ما ينقله إليك هو ملكٌ لكَ.
لا تنسَ شيئًا واحدًا أبداً: هباتُ الله لا رجوع عنها. بعد أن تعلّمت من خلال الكلمة أنَّ شيئًا ما لك، تمسَّك به على الفورِ، حتى لو بدا أنَّ كلَّ شيء مستحيلُ الحدوث، يُمكنك الاعتراف بأنَّك حصلتَ على بركتك بالفعل. لا يُمكن أن يندمَ الربُّ على منحِك البركة، لأنَّ "الله ليس إنسانًا، فيكذب، ولا ابن إنسانٍ فيندم” (عدد19:23).
من الضَّروري الانتباه إلى ما يقوله الربُّ، لأنَّه أحيانًا يكشفُ شيئًا يحتاج إلى الإصلاح أو التَّصحيح، حتى لا يكون هناك عائقٌ أمام عملِ قوَّته. في كثيرٍ من الأحيان، يُمكن أن يكونَ السبَّب هو عدم التَّكريس أو الإهمال في السَّهر أو المواقف المُخالفة لقوانينه. ثمَّ ابقَ هادئًا إذا كشفَ الله لك هذا، لأنَّه هو نفسه سيقوم بالعَمل. الشَّيء الصَّحيح هو الاستماع والإيمان، لأنَّه سوف يُساعدك ويُصلِحه إذا كان هناك أيُّ خطأ من جانبك.
الاستماعُ هو الانتباه إلى ما يُقال. من خلال التَّصرُّف بهذه الطريقة، سترى أنَّ الجزء الإلهيَّ فيما يتعلَّق ببركتك قد تحقَّق بالفِعل ويعتمد على موقفِ إيمانك فقط حتى يتحقَّق الوعدُ. لا يجب أن تعلّم الربَّ كيف يقومُ بالعَمل، لأنَّنا نتحدَّث عن الواحد العَليم. يعرفُ جيّدًا كيف يتصرَّف في أيِّ موقف؛ بالنِّهاية، كخالق كلِّ شيء، لا يختفي عن عينيه أحدٌ أو يفوت عن علمِه شيءٌ.
العدوُّ بارعٌ في اختلاق الأكاذيب، وخبيرٌ في الخِداع، وقويٌّ في الإغواء. لذلك عندما ترى شيئًا قد تمَّ إعطاؤه لك، فإنَّه سيخلقُ العديد من المواقف لتحويلك عن المَسار. لا تبعد عن الكلمة التي أُعطيَت لك مهما حدثَ، لأنَّ العليَّ أعطاها القوَّة الكافية ليمنحك ما وعدَك به. السِّر هو المقاومة وعدم السَّماح للعدوِّ أن يخدعك بأوهامٍ مزيَّفة.
يجب أن توجّه قلبك حسَب الطريقة التي أظهرَها لك الربُّ، وعندما تشعر أنّك ستنهار، تذكَّر أنَّ قوَّتك تعتمد على طريقة تصرُّفك قبل مشاكلك؛ إذا كنتَ ضعيفًا، فالأمرُ صغيرًا. لانَّ الربَّ هو قوَّتنا، ولن تكون هناك أيَّة تجربة أكبر منه أبداً. لذلك لا تتوقف عن الايمان والمطالبة بتحقيق ما أوحيَ لك تمامًا.
في مسيرة الحياة، السِّر يكمنُ في اتباع كلام الربِّ وطريقة توجيه قلبك الحسَنة، لأنَّ العديد من التَّجارب ستأتي في طريقك؛ دليلة، أناسٌ خادعة؛ سيمون السَّاحر، حنانيَّا الكاذب؛ ديماس الذي أحبَّ العالم الحاضر ويهوذا الإسخريوطي التلميذ الذي صار لصَّاً. من يحفظ قلبَه جيّدًا سينجح في كلِّ ما يفعله. كُنْ حذراً، فالذي يُعطى الكثير، سيُطلب منه الكثير أيضاً (لوقا48:12).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز