وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا. (يوحنا31:14)

إنَّ مثالَ الخضوعِ الذي أظهرهُ يسوعُ هو ما يتوقَّعه اللهُ من كلِّ واحدٍ منَّا. لقد نجَونا من روح التَّمرُّد، الذي بدأ أعمالَ الشَّغبِ في السَّماء منذ البداية، آخذاً معه ثلثَ الملائكة. وبعد أن هزمَ الإنسانَ الأوَّل عن طريق التَّجربة، نزعَ الشَّيطانُ السُّلطة التي كانت مُعطاة لآدم. ولكِن الآن، يجب أن نخضعَ لمشيئة الله الصَّالحة والمقبولة والكاملة عندما نتحرَّر منه ومن نفوذهِ القذِر (رومية12: 2).
يحتاجُ العالمُ أن يعرفَ أنَّ الله هو ربٌّ لنا، ولهذا فإنَّنا نخضعُ له. يجب أن يكون هدفك هو أن يتربَّع القديرُ على روحِك ونفسِك وجسِدك، لتحتفظ بنفسك طاهراً حتى مجيء يسوع. وهكذا سندخلُ إلى عالمٍ حَيْثُ لا خطيّة ولاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ (متى20:6). ولن يكون هناك أيُّ ذكر للأشياء المُحزنة والسَّيئة التي تحدث هنا على الأرض.
أظهرَ المسيحُ أنَّه أحبَّ الآبَ عندما تمَّم الرِّسالة التي أوكلها إليه الله. وبالمثل يجب أن ننظر إلى ما أعطانا القديرُ كي نفعله ولا نستسلِم أبدًا. حتى لو لم يُساعدنا أحدٌ، أو أعاقَ طريقنا، فلا يجب أن يكون هذا ذريعة لئلَّا نحبَّ القدُّوس الذي دعانا إلى قداستهِ وخوف اسمهِ. أولئك الَّذين لديهم هذا الشُّعور هم مثل نورٌ في وسط جيل فاسدٍ.
اتَّبَعَ يسوعُ توصيات الآبِ بالكامل، ولم يحيد عنها على الإطلاق. أولئك الذين يرغبون في إرضاء الله يجب عليهم أيضًا ألَّا يَسمحوا بدخول التمرُّد إلى قلوبِهم. على العكسِ من ذلك، وفي كلِّ موقف يجب أن يُدركوا أن روحًا آخر يسكن فيهم، هو روح الله. عِشْ بطريقة تجعل كلَّ أفعالك تتمُّ بالحبّ والحِكمة.
لن تكونَ مستعدًّا ليستخدمك الربُّ إذا كانَ لديك سببًا شخصيًّا يوجِّه طريقك. كرِّس نفسك لعمِل مشيئته، حتى لو لم تشعر بالدَّعوة للمشاركة في الخِدمة. الآن، كلُّ مسيحيٍّ هو شاهدٌ ليسوع، ولهذا السَّبب يجب ألَّا تسمح لنفسِك بأن يقودك أيُّ شعور مناهضٍ للكتاب المقدَّس. ابقَ ثابتاً وستزكو مصداقيتك في اليومِ الأخير.
احمِل صليبك كلَّ يومٍ بصفتِك ابنًا محبوبًا لله- المهمَّة التي أوكِلت إليك- واتبع السَّيد. لذلك كُنْ مستعدّاً لفعل ما يُخبرك الله بهِ دائماً، بغضِّ النَّظر عن شعورك الجسدي أو الرُّوحي. إتمام المهمَّة هو واجبُ كلِّ الذين يهتمُّون بخلاصهم ولا يريدون الخسَارة. تأكَّد أنَّ الربَّ يريدك أن تتمِّم مشيئته.
المهمَّة التي كلَّفك الله بها هي مهمَّة نبيلة. عندما تُحقِق ذلك، ستكتشف أنك محبوبٌ من الآب والرَّب يسوع. لذا، استعدَّ كي تنال تكريمه في جميع الأوقات، ولا تهرب من المعركة أبداً. سيقودك الأبدي بعد أن علَّمكَ إلى مهامٍ رائعة. ليت اسمك يكون في قائمة الذين نالوا استحسانِه!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز