-
-
لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ (يوحنا13:15)
يُمكنُ أن يكونَ الحبُّ صغيرًا أو كبيرًا، بارداً أو حارّاً، ودودًا أو مضلِّلًا. الخادمُ الذي يُطيعُ الربَّ تمامًا يُظهر مدى محبَّته له. ولكن الذي يختبئ وسط أيَّة حماقة، هو مرشحٌ قويٌّ لخيانة الذي دعاه للرِّسالة بالتَّأكيد. أفضلُ موقفٍ هو قبول الرِّسالة، لأنَّها معطاة من الله، والبدءُ في تحقيقِها منذ اللَّمسة الإلهيَّة الأولى.
أولئك الذين لا يتعاطفون مع ألم ومعاناة شخصٍ ما، والَّذين لا يُجاهدون لقيادة شخصٍ ضالٍّ لتلقّي الخلاص، لا يعرفونَ كم يُحزِنون قلبَ الآبِ. عمِلَ الخالقُ خلالَ آلافِ السِّنين من أجل خلاصِنا، وعندما تمَّ إعدادُ كلِّ شيءٍ، بذلَ ابنه الوحيد ليموتَ عنَّا. علِمَ العليُّ الضِّيق الذي سيتحمَّله المسيحُ حتى نخلصَ، لكنَّه لم يتراجع.
أثبتَ إبراهيمُ أنَّه أحبَّ ابن أخيهِ لوط عندما قام بتسليح 318 من الخدامً الذين وُلِدوا في منزله وخرج لمحاربةِ الملوكِ الأربعة الذين كانوا ينشرون الرُّعبَ في كلِّ مكان ذهبوا إليه. أولئك الذين يحبُّون ليس لديهم سوى شيءٌ واحدٌ في الاعتبار: افعل شيئًا من أجل تحرير الذي تحبُّه ولكي يكونَ بخير. يُمكن أن يكون الألمُ هائلاً، والمنفذُ مستحيلٌ، لكن الذي يحبُّ يجدُ البابَ دائماً. يسوعُ هو البابُ- المَدخلُ والمخرجُ أيضًا.
أثبتَ داودُ أنَّه يحبُّ الله عندما قدَّمَ نفسَه لمحاربة جليات العملاق الذي كان يَسخرُ من جيش الله الحيّ. وبالمِثل، فإنَّ المُمارسة الدِّينية في بعضِ الأماكن من العالم تَعِدُ بقتل كلِّ من يُحاول تحويل شخصٍ ما إلى المَسيح، وهذا يؤدي إلى إبعاد العديدُ من الوعَّاظ. لا يوجد ثمنٌ يمكنكَ دفعهُ للِّذين يحبُّون يسوع، لكن ماذا ستفعل لأولئك الَّذين ضلُّوا؟ هذا يُثبِتُ محبَّتك.
لقد هُدِّد ارميا بأن يُرسَل إلى الزّنزانة، إلَّا أنَّه لم يتوقف عن قولِ الحقيقة، وكاد يدفعُ حياتَه لقاء الحبِّ الذي كان يحظى به لله وشعبِه. تمنَّى أن يكون رأسهُ ماء، وعيناه ينبوع دموعٍ لكي يبكي قتلى بنتِ شعبهِ ليلَ نهار! (إرميا 9: 1). عملَ الكاهنُ ما في وِسعه لإخراج شعبِ يهوذا من الغشّ، لأنَّه أحبَّ الله من كلِّ قلبهِ.
لم ينزعج بولسُ، وكان مستعدَّا للموت، لذلك أصرَّ على الذَّهاب إلى أورشليم، حيث شَهِدَ للربّ. لو بقيَ صامتًا، لصمتَ الله من جهتهِ أيضًا. قيل للرَّسول أنَّ عليه أن يقفَ أمام قيصر، وهكذا تمَّ ذلك. ما حدث في الطريق ليس ذو أهميّةٍ، لأنَّه قرَّر أن يحقِّق ما خُطِط له. بكلِّ تأكيد، سيحصلُ على إكليلِ جميلٍ في اليومِ العظيمِ.
كان من المُمكن أن تُرجَم مريمُ لو اكتُشِفتْ حُبلى، رغم أنَّها كانت عازبة، لكنَّها أحبَّت الربَّ، الذي أقنعَ يوسُف أن يقبلها كزوجةٍ له، لأنَّها كانت تحملُ ابنَ الله. ليس هناك حبٌّ أعظمَ من محبَّة يسوع. ماتَ عوضاً عنّا، وغلبَ الشَّيطان وقام من المَوت. وبموتِه أحيانا معَهُ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز