-
-
الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ (تيموثاوس الأولى6:2).
يسوعُ، بصفتِه كلمةُ الله الأزلي، كان موجوداً دائماً إلى جوار الآب. يُدعى ابنُ الله وهو أحدُ أقانيم الثَّالوث الأقدس الذي خلقَ كلَّ ما هو كائنٌ. كان الهدفُ من مجيئهِ إلى الأرض هو إعادة السُّلطة التي فقدناها عندما سقطَ آدم، فاشترانا لله بموته في الجُلجثة. نالَ بعد قيامته كلَّ القوَّة في السَّماء وعلى الأرض، والآن يجلسُ عن يمينِ الآب يشفعُ بجميع الَّذين يؤمنونَ بهِ.
كان من الضَّروري أن يقومَ شخصٌ بلا خطيئة بمثل هذا العَملِ لإنقاذ الإنسان السَّاقط، لأنَّه ليسَ هناك بارٌّ واحدٌ. حدثَ التَّجسُّد العجيبُ كما قالَ الربُّ، حيث أخلى ابنُ الله نفسه من امتيازاته الإلهيَّة، وسكنَ بين النَّاس، وأصبح واحدًا منَّا. أتى السَّيد كإنسانٍ مولودٍ، وهكذا كانت لديه القدرة على هزيمة الشَّيطانِ.
عندما أخلى نفسَه من مجدهِ، أنكرَ ابنُ الله ذاته- اتَّضعَ كعبدٍ وصار بذرةً، كما كنَّا نحن أيضًا قبل الحَملِ. وهكذا حلّ في أحشاء مريم وحبِلتْ بِه. لقد اجتاز الربُّ كلَّ العمليَّة التي مرَرنا بها، وهكذا أصبح مثلنا، ولكنَّه دون خطيئةٍ.
هناك فرقٌ بين يسوع وبين أيّ إنسانٍ آخر! وهو أنَّ المَسيحَ بلا خطيئة، وهذا يعني أنّ لا سلطان للشَّيطان عليه. كان مجيءُ المَسيحُ عملاً شجاعًا من الله ليخلِّص البشرية من الهلاك الأبدي. اضطرَّ أبويه بعد ولادته إلى الهروب إلى مِصرَ، لئلَّا يُقتلوا بسبب قرار هيرودس الشِّرير، ولم يعودوا إلَّا بعد وفاة هذه الطّاغية. كان يسوعُ هو الوحيد القادر أن يخلِّصنا.
بذلَ المسيحُ نفسَه ودفع الثَّمن الذي طلبَه الآبُ لكي يخلِّصنا. هذا الموقفُ هو أمرٌ لا يستطيع العقلُ البشريُّ فهمَه بطريقةٍ كاملة، ولكنَّنا سنعرفُ كلَّ شيءٍ ذاتَ يومٍ في السَّماء. هو كاملٌ في كلِّ أفعالهِ. لذلك، لو عرفَ جميعُ النَّاسُ ما يمثِّله المسيحُ للبشريَّة، لكانوا قد اهتدوا وتركوا عالمَ الخَيال والخطيئة وراءَهم.
الشَّيءُ الحسَنُ هو أنَّه يُمكننا أن نكرزَ للنَّاس جميعاً دون تمييزٍ، لأنَّ الفداء هو العملُ الجميلُ الذي اشتراه يسوعُ، ويشملُ جميعَ النَّاس. أوه! لو كان فهمُ النَّاسِ مفتوحًا، لأصبحَ الجحيمُ فارغًا بالفِعل. لكن للأسف، وبسبب قسوة قلوبِ الكثيرين، فإنَّ الجحيم سوف يكون مليئًا بالمطروحين للعذابِ الأبدي. ارحم يا ربُّ!
عندما تستخدمُ اسمَ يسوع كي تُبطلَ عملاً شرِّيراً في حياتك، فإنَّ يسوع هو شاهدك في تلك اللَّحظة. عندما تتصرَّف بهذه الطريقة، فلن تخسرَ معركةً أبدًا. لذلك إِنِ ارْتَخَيْتَ فِي يَوْمِ الضِّيقِ ضَاقَتْ قُوَّتُكَ (أمثال10:24). الربُّ حِصنكَ وقوَّتك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز