قوة الإيمان

أولئك الذين يُريدون أن يعيشوا بشكلٍ لائقٍ دون أن يُصيبهم أيِّ شرٍّ أثناء رحلتهم على الأرض، وليس عليهم تقديم حسابٍ للأشياء الخاطئة التي تحدَّثوا بها أو فعلوها في يوم الدَّينونة! يجب أن يكونوا حذِرين فيما يتكلَّمون. في الواقع: "لأنَّه من فضلةِ القلب ينطقُ اللِّسان" (متى 12: 34 ب). لهذا يتعيَّن علينا وضعُ "مادَّة خام" جيِّدة داخل أنفسِنا دائماً، ليكون "الإنتاج" في القمَّة دائماً. لا يُمكننا أن نخطئ.

إنَّ إعلانَ يسوع بشأنِ كلماتنا أمرٌ أساسي، لأنَّ ذلك يجعلنا أناساً مباركين أو مُدانين. يا له من أمرٌ هامٌّ! لأنَّه يُمكِّننا من تجنُّب الإدانة، وجذبِ الأشياء الجيِّدة إلينا في نفس الوقت. هذا يعمل في جميعِ مجالات الحياة. لذلك لا تستخدم شفتيك أبدًا لإدانة شخصٍ ما أو شتمِه، لئلَّا تُدان أنت أيضًا.

يجب أن تكون السَّيطرة على ما يخرج من أفواهِنا تمرينًا مستمرًّا؛ وبالتَّالي نتجنَّب التَّحدث بخلافِ ما قاله الله. فلا نُعطي العدوَّ إمكانية مهاجمتنا. أولئك الذين لا يَرغبون في أن يُقيَّدوا بأيّ عملٍ شرّيرٍ يجب أن يتحدَّثوا بما هو مثمرً وصحّي فقط. لا تتحدَّث بلغةٍ قذِرة أبداً، إلَّا إذا كنت تريد مواجهة مشاكل خطيرة.

ما لدينا اليومَ هو نتيجة ما تكلَّمنا به في الماضي، وبكلِّ تأكيد، ما نقوله اليومَ هو ما سنعيشه في المستقبلِ القريب. إذا كانت الأمور هكذا، فنحن المسؤولون الوحيدون عمَّا يحدث لنا. عِشْ وفقًا للكتاب المقدَّس، وسترى أنَّ الله قد أصبح صديقاً لك. ولكن إذا تحدَّثت عكس ما هو مكتوب، فسوف تكتشف أنَّك أعطيت الشَّيطان السِّيادة على حياتك.

الربُّ يعلمُ جيّدًا قوَّة الكلمات. لقد خلقَ بالكلمة كلَّ الأشياء من عدمٍ (تكوين1: 3)، ولأنَّنا صورته ومثاله، يُمكننا أيضًا أن نخلقَ أشياء جيِّدة أو سيِّئة، اعتمادًا على ما نتحدَّث بهِ (يعقوب 3: 8-10). يجب أن يتعرَّف كلُّ النَّاس على الحقّ. بهذه الطريقة فقط يعيش النَّاسُ متحرِّرين من قوَّة العدوّ. لا أحد يستطيعُ أن يعيشَ حرَّاً من الظُّلم الشِّرير إذا لم يحترم الخالق بكلماتهِ.

تعلَّمَ داودُ أن يستخدم اللِّسان كقلم كاتبٍ ماهر (مزمور 45: 1). وهكذا كان قادرًا على هزيمة أعدائه. حقَّقَ النَّصر لنفسِه ولشعبِه من خلال الاعتراف الذي أدلى به قبل هجماتِ الشِّرير. لذلك لم يَخضع لأيِّ نوعٍ من الاضطهاد. ولمَّا ارتكبَ خطيئة استخدم كلماته ليعترف بخطئهِ وينال المغفرة الإلهيَّة. افعل هذا وستحصل على نفسِ النَّتيجة.

يجب استخدام الكلمات للتَّعبير عن الحقِّ، لتمجيد العليِّ والسَّير على الطريق الذي يُظهره لك الكتابُ المقدَّس. وستنجح في غمضةِ عينٍ. لهذا يجب ألَّا تستسلم للحُزنِ أو الكراهية أو أيِّ خطيئةٍ أخرى، لأنَّ فمك سيُظهر ما في داخلِك

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز