تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ، جَمِيعُ رِجَالِ الْحَرْبِ. حَوْلَ الْمَدِينَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً. هكَذَا تَفْعَلُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ. (يشوع3:6)

أمرَ العليُّ خدَّامه، من خلال الرَّسول بولس، أن يقدِّموا أنفسَهم بلا لوم أمامَه. يُعلِّمنا بالكلمة أنَّ ملكوت السَّماء منظَّم وأنَّ الآب الأبديّ يوجِّه عملَه في جميع أنحاء العالم وكلُّ ما يفعله هو الأفضل. إنَّ الربَّ هو الذي اختارنا لننتمي إليه، لنقاتل حروبه ونستخدم المواهب التي أعطيتْ لنا. لهذا في يوم من الأيام، لن نكون مسؤولين عمَّا فعلناه فحسبْ، بل سنحصل على المكافأة أيضاً.

كان يشوعُ قادراً على تكوين جيشٍ مهيَّأ روحيّاً لخوض معارك الربّ، لأنَّهم من النَّاحية البشريَّة، لم يتلقّوا أيَّ تدريب عسكريٍّ على الإطلاق. بمجرَّد أن تكون المعركة ملكًا للقدير، يجب أن يكون استعدُادنا روحيًّا أيضاً، لأنَّه في المعركة الحقيقيَّة ضدَّ الكذَبة، ما سيُحدث الفرق هو ما إذا كنَّا قد تلقَّينا التَّعليمات السَّماوية أم لا. إنّ الأسلحة التي يمنحك إياها الربُّ ستؤذي الشَّياطين فقط وليس النَّاس.

كم شعرَ هؤلاء الرِّجال بالسُّرور عندما ذكرَ يشوعُ أنَّ الله اعتبرهم
رجالُ حربٍ! لذلك حاوِل بذلَ جهدٍ للتَّعامل مع سيف الرُّوح، وعندما يحينُ الوقت لاستخدامك من قبل القدير، ستعمل بشكلٍ جيّد، وستكون جنديًا يُنقذ النَّاس في مهمَّته الأولى، لتحرير المقيَّدين بقوى من مملكة الشَّر.

من الضَّروري أن يتَّزر أبناء الله بمعرفة الربّ وخوفهِ، حتى تتمّ دعوتهم لمعركة الخير ضدَّ الشَّر. هذه الحربُ تندلع في كلِّ مكان. ومع ذلك للأسف، قلّة من النَّاس على مستوى مهمَّة تمثيل الملكوت السَّماوي. هناك عدد كبير من الجنود الجرحى بحاجة إلى الإنقاذ. وإلَّا سيموتون في خطاياهم، حتى لو لم يفهموا رسالتنا في إنقاذهم.

أوامرُ الربِّ لجنوده يجب أن تؤخذ على محمَل الجدِّ، حتى لو كانت تتحدَّى الَّذين لا يعرفون كيف يقاتلون. هذه التَّوجيهات هي أفضل أسلحة متوفرة لدينا لجعل حقوقنا ذات قيمة في المسيح. لهذا السَّبب أولئك الذين يسمعون الدَّعوة الإلهيَّة يجب ألَّا يستغرقوا وقتًا طويلاً ليقولوا نعم، لأنَّهم بينما لا يتَّخذون موقفًا، فإنَّ الجحيم سيأخذ الملايين من الأبرياء إلى العذاب الأبدي.

العليُّ هو أعظم استراتيجيٍّ في كلِّ العصور. لذلك لا ترفض أن تنفِّذَ كلَّ ما أوصيتَ بفعله. بالرُّغم من أنَّ "الحكماء" يقولون إنَّ هذا لا يكفي أو أنَّه لن يفيدَ كثيراً، فلا تسمَحوا لخطأٍ ما أن يغزوَ نفوسكم، وكذلك عدم الاستعداد بشأن ما أوحي لكم. بالنَّتيجة أولئك الذين يتعلَّمون الحق يصبحون محاربين سماويين ماهرين ويفوزون في معاركهم دائمًا.

حاصِر "أرضَ" عدوِّك، وبذلك تكون على بعد خطوةٍ واحدة من النَّصر. عندما يحينُ الوقت المناسب، فقط اصرخ كما لو كنت مرسلاً، لأن الجدران ستسقط عندما تدخل القوَّة الإلهيَّة حيِّز التَّنفيذ. إذا اتَّبعتَ التَّعليمات، ستسقطُ كلّ أريحا على الأرض. ولكن لا تبتكر طرقًا للقتال، فقط اتبع طرقَ الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز