-
-
وَتَقُومُ إِذِ اللَّيْلُ بَعْدُ وَتُعْطِي أَكْلاً لأَهْلِ بَيْتِهَا وَفَرِيضَةً لِفَتَيَاتِهَا. (الأمثال ٣١: ١٥)
لا يستطيعُ أحدُهم العملَ خلال أوقاتِ اللّيل الرُّوحيِّ، لكن يمكنه، بل ينبغي عليه أن يصلِّي (يوحنا ٩:٤). إنْ بدا الأمرُ أنَّ الربَّ بعيدٌ عنك جدّاً صلِّ وآمن أنَّ يسوعَ هو المنفذُ الوحيد. لأنَّ بقوله إنَّه هو الباب (يوحنا ٩:١٠) يخبرنا بذلك إنَّ ليس فقط من خلاله يمكننا الدُّخول إلى الحضرة الإلهيَّة بل أيضاً أن نبتعدَ عن كلِّ مشكلةٍ، لذلك لا تنسَ استخدام هذه الطريقة الحقيقيَّة للنَّجاة.
هذا حتى ولو لم يكن نهارٌ وما من رؤيةٍ واضحةٍ، على المؤمنين المُخلَّصين أن يَصحوا بالإيمانِ الذي في قلوبهم لأنَّهم سمِعوا كلمةَ الله فيما مضى، وبالتالي عليهم أن يأمروا المَصاعب بالتوقُّف. ثمَّ إنَّ الكنيسة الحقيقيَّة لا تقبل بالتَّهديدات الشِّريرة بل تصحو لتعدَّ الطعامَ لبيت الربِّ حيث يعيش المؤمنون، فقلبك بحاجةٍ لخبزِ الحياة (يوحنا ٣٥:٦) لكي ينال القوَّة ويحصل على ما لك.
عندما تطلب الربِّ وتسلِّمه طرقك تتذكَّر بذلك الآية المعطاة لك، وستجد بها الجواب. لذلك انتبه دائماً للقراءة الكتابيَّة والكرازة بكلمة الله لأنَّ هذا يجعل النُّور يخترق قلبك فيختفي الظلام، فلا يوجد في حياةِ الإيمان سِحرٌ ولا صُدَف بل هناك إرشادٌ من الرّوح القدس، فهو يرى كلَّ شيءٍ كاملاً. ولهذا السَّبب، حتى وإن بدا الأمرُ مستحيلاً، فإنَّ الكلمة ستُريكَ الطريقَ.
من المؤكدِ أنَّ الطعام لك فقط لكن هناك آخرون مُحبَطون قد أعطاك الربُّ إيَّاهم لتشاركه معهم. فعندما تقدِّم الخُبزَ للمحتاج تحقِّق بهذا وعدَ المسيح الذي يؤكِّد استقبال أضعافِ ما قدَّمته. تقود هذه القاعدة العديدَ من النَّاس لمساعدةِ أولئك الذين يعانون، فإنَّ المكافأة عظيمة.
إنَّ بيتك هو مُلكٌ لك، لكنَّه أيضاً لعائلتك والإخوة في المسيح والمحتاجين. إذاً نحن واثقون بشيءٍ واحدٍ: لن تسقطَ وعودُ الله. لذلك استعدّ للتجاوبِ مع طلباتِ الربِّ، وبالتالي سترى بغتةً أنَّ مساعدة المحتاجين أمرٌ يستحقُ العناء. فإنَّ ما تفعله للآخرين سيعود إليك.
إنَّ الطعام الذي نِلته مجانيٌّ (متى ٨:١٠) وبلا نيَّة أخرى، فلا تسمح لأحدِهم أن يمنعكَ عن فعل الإيمان والطاعة لأنَّه إن تمَّ استخدامك لفعلِ الأعمال الحسنة، ذاك سوف يُعطي المجد للربِّ. فأعطِه مجداً لأنَّ له كلُّ المجدِ (العبرانيين ٢١:١٣)، فاستعدّ للمكافأة. أولئك الذين يعملون بوصايا الربِّ يؤهِّلون أنفسهم لاستقبالِ أكثر جداً ممَّا أعطوا.
ثمَّ عندما تفعل الوصايا آمِن أنَّ الوعد قد بدأ يتحقَّق، وبفعلك هذا تجعل قوَّة الله تعملُ لتعيدَ إليك أكثر جداً ممَّا قدَّمته، لأنَّ كلمة الله لا تسقط أبداً. لدى الكنيسة خدَّام أكثر ممَّا تظن وهم يعملون العملَ الذي تمَّ توكيلهُ إليهم دائماً.
مع محبتي، في المسيح
د. ر. ر. سوارز