-
-
ظَالِمُ الْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ، وَيُمَجِّدُهُ رَاحِمُ الْمِسْكِينِ. (أمثال31:14)
أمرٌ صعبٌ أن نفهمَ لماذا يقرِّر الشَّخصُ قمعَ أولئك الَّذين لديهم القليلَ من المواردِ، ليس فقط من النَّاحية الماديَّة ولكن أيضًا من النَّاحية الفكريَّة. الآن، إذا كانوا يمرُّون بمصاعبٍ، فمن المؤكَّد أنَّهم لن يَرغبوا في السُّخرية منهم. كما علَّمنا يسوعُ، يجب أن نفعلَ للآخرين كما نريد أن يفعلَه النَّاسُ بنا (لوقا31:6). أولئك الَّذين تقودهم هذه الرُّوح السَّاديّة لإهانة شخصٍ مقيَّدٍ أقلَّ حظًّا سوف يدفعون بالتَّأكيد ثمنًا باهظًا لسلوكِهم.
الآن يُهين الظَّالمون الربَّ خالق كلِّ النَّاس وكلِّ الأشياء. بالتَّأكيد لا يوجد شيءٌ أسوأ من الإساءة إليه بشدَّة. إنَّ المُتعة في رؤية إنسانٍ يُعاني مرَّتين بسببِ نوعٍ من القيود أو لأنَّه لم يكن لديه نفسَ الفُرص التي تضيءُ طريق عددٍ قليلٍ جدًّا، تُظهرُ أنَّ الَّذين يرتكبون مثل هذه الإهانة هم في أيدي العدوِّ. لا يضرّ الشَّيطانُ الشَّخصَ فحَسبْ، بل يقودُ الآخرين إلى إلحاقِ الأذى بهِ أيضًا.
لا تسمح للشَّيطان أن يستخدمِك للتَّقليل من قيمةِ شخصٍ ما أو هلاكِه. الآن يجب أن نساعدَ المُعوَّقين بأيّ طريقةٍ مُمكنة، لأنَّ ذلك يُسعِدُ الربَّ فينا. عندما يفرحُ الله بسلوكِنا، يصبحُ قوَّتنا. أولئك الذين يفعلون الخيرَ دائمًا، تتمّ مساعدتهم في أوقات الحاجة (غلاطية6: 9)، وهذا لا يعني مجرَّدَ لحظةِ نقصٍ.
التَّحية أو المُجاملة أو التَّوصية هي عملٌ جيِّد، لأنَّ الآخرون يتجنَّبون، دائمًا تقريبًا، أولئك الذين لديهم القليلَ من النُّور والممتلكات. أولئك الَّذين استبعَدهم المجتمعُ سيَعيشون بشكلٍ أفضل إذا أعطيناهم كلمةَ تشجيعٍ، أو شيء من شأنِه أن يخفِّف معاناتهم. من ناحيةٍ أخرى، يجب أن نتذكَّر أنَّ هؤلاء الأشخاص ليسوا أدنى مرتبة، فهم مثلنا تمامًا. حتى لو كانوا كذلك، فمنَ المؤكَّد أنَّه لن يكون من الصَّواب قمعِهم.
أولئك الذين يَسخرونَ من شخصٍ لديه أقلَّ ممَّا لدينا، أو أولئك الَّذين يفرحون بكارثةٍ حلَّتْ بشخصٍ أو أمَّة، عليهم أن يكونوا حذِرين، لأنَّهم لن يَفلتوا من العقابِ بالتَّأكيد. أولئك الَّذين يسخرون من شخصٍ يعاني من مشكلةٍ ما، يُعتَبر ذلك موافقة على ما يفعله الشَّيطان بهذا الشَّخص، وفي نفس الوقت يُهينون الربَّ الذي جعلنا على صورتهِ ومثالهِ (تكوين26:1). ألن يكونَ من الأفضل مساعدة هذا الشَّخص؟
الشُّذوذ هو من أعمالِ العدوِّ ويجب محاربته من قِبل خدَّام الربِّ، ولكن وفقًا لتوجّهات كتابيَّة. لا يُمكننا أن نتجاوز ونقول ما يتبادر إلى الذِّهن حتى عندما نوبِّخ شخصًا فعلَ شيئًا سيّئًا. بمجرَّد أن نكون أبناء وبنات الله، علينا أن نتحدَّث بما يقوله، لأنَّ الكتاب المقدَّس يقول إنَّ الَّذين يُرسلهم الربُّ يتكلَّمون بكلماتهِ (يوحنا34:3). كُنْ دائمًا خادماً حتى لا يخطئ فمُك قبل أيِّ موقفٍ تواجِهه (جامعة6:5).
مادامَ الله منتقمٌ من هؤلاء الَّذين يسبِّبون المشاكل، فكيف لا يُبارك الَّذين يساعدون المُحتاجين؟ أنا متأكِّد من أنَّ أيّاً من أصدقائي لن يُهين أيِّ شخصٍ يعاني من مشكلةٍ ماليَّة أو جسديَّة، لأنَّنا نخدمُ الربَّ جميعًا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز