-
-
الْهَدِيَّةُ حَجَرٌ كَرِيمٌ فِي عَيْنَيْ قَابِلِهَا، حَيْثُمَا تَتَوَجَّهُ تُفْلِحْ. (أمثال8:17)
من أكثر المواقف المُثمرة هو تقديمُ الهدايا، والتَّضرُّع لله من أجل الأشَّخاص الذين أساءوا إليك أو تسبَّبوا ببعض الأذى. ولأنَّهم أصبَحوا أعداءً لك، فسيُعتبرون أعداءً للربِّ أيضًا. كان هذا أحدُ الوعود التي قُطعِت لإبراهيم (تكوين 12: 3)، وبما أنَّنا ورثة كلّ الوعود التي قُطِعت لأبي العبرانيين، فنحنُ كذلك أيضاً للَّذين استخدمهم العدوُّ للتَّسبّب بأيِّ نوعٍ من الخسارة لنا.
الآن كلُّ ما تفعله لأجل الَّذين أساءوا إليك سوف يعودُ عليك، لأنَّ فِعل التَّسامح هو أحدُ أكثر الأعمال النَّبيلة والمُجزية التي يُمكن أن يحقِّقها الإنسانُ. علاوةً على ذلك، عندما تَغفر، فإنَّك تتمِّم الوصيَّة التي تمنعك من نوال الغفران ما لم تكن قد فعلتَ أوَّلاً (مرقس11: 25-26). لذلك، إذا أخطأ أحدٌ إليك، صلِّ من أجل ذلك الشَّخص، وبِّخه، وإذا تابَ، اغفر له.
إنَّ صلاتك من أجلِ المخطئ هي مثلَ حجرٍ سحريٍ، يفتح عينيه عليك ويقدِّم لك الخير. أمرٌ واضحٌ أنَّ التَّشفُّع مفيدٌ للذي يقوم بهِ. ومع ذلك، هناك حدودٌ بالنِّسبة لنا للتَّصرف تجاه الشَّخص الذي أساءَ إلينا بطريقةٍ ما، تمامًاً كما علَّمنا يسوع في متى 18: 15-18. فالغرضُ من ذلك هو مساعدة الذي تسبَّب لك ببعض الأذى لئلَّا يتمادى في الخطأ، بل يعود إلى الربِّ.
استثمِر ما تستطيع في الوقت والمَسحة والموارد الماليَّة من أجل الَّذين انحرفوا وضلُّوا كي يَخلصوا، لأنَّه عندما يعودُ المسيحُ، ستكون المكافأة عظيمة. أمَّا الأخُ في الإيمان الذي يستمرُّ في ممارسة ما هو غير صحيحٍ ويُصبح عائقًا أمامَ خلاص الآخرين، فامنحه تأديبًا أكبرَ. سيكون التَّوبيخ بركة لمن يخالف الوصيَّة، طالما أنَّ ذاك يتمُّ وفقًا للشُّروط الكتابيَّة.
يختلفُ عملُ الله في العهد الجديد عن العملِ الذي حدث في العهد القديم، حيث لم يكن الخلاصُ قد أكمِل بعدُ، ولهذا واجه شعبُ الله صعوبة في النَّظر إلى مجدِ الله (2 كو 3: 7). يجب أن نكون متفائلين حتى اللَّحظة الأخيرة وبطيئين في الغضب، حتى لا نفسحَ المجال لمملكة الظلام. يجب أن نجاهد من أجل اختطاف الآخرين من النَّار الأبديَّة.
لا تتمادى في التَّوبيخ لئلَّا تدمِّر ما تبقى من الإيمان في الَّذين لم يتيَقَّظوا وتركوا إبليس يقودهم. من غير المُجدي أن تكره شخصًا استُخدِم لمهاجمتِك، لأنَّ العدوَّ رأى في ذلك الإنسان شخصًا مثاليًا ليكون امتدادًا لشرِّه وتمنَّى أن يجد فيك فرصةً لإكمال عملِه الهدَّام. اسمح لنفسِك أن يرشدك الرُّوح القدس من خلال الكلمة وهكذا ستكونُ بلا لومٍ.
سيقومُ الله بعملهِ وستزدهر طالما الحَجرُ الكريم بين يديك. فِعل الخير مفيد جدّاً أينما ذهبتَ. لهذا السَّبب يجب أن نكون حكماء ولا نسمح للشَّيطان أن يرانا كحليفٍ له. من المؤلم أن تُضرَب دون سببٍ على الإطلاق، ولكنَّ الأروع هو أن تُكافأ من الربِّ، ببساطةٍ لأنَّه القدير.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز