مُبَرِّئُ الْمُذْنِبَ وَمُذَنِّبُ الْبَرِيءَ كِلاَهُمَا مَكْرَهَةُ الرَّبِّ (أمثال15:17)

كُن حذرًا في كلماتك، لأنَّ القاضي نفسهُ لا يُمكنه إلَّا أن يحكمَ حسبَ جميع الحقائق الَّتي دفعَت المتَّهم إلى التَّصرُّف بناءً على ما اتُّهم به، إذا كانت هذه الحقائق واضحة في ذهنهِ. في كثيرٍ من الأحيان، الحقيقة ليست هي التي تُقدَّم على الطَّاولة. لذلك، احرص على عدم الموافقة على سلوكِ الشَّخص الذي يتصرَّف خارج نطاق ما يعلِّمه الكتاب المقدَّس وتشفّع من أجل هذا الشَّخص تحتَ إرشاد روح الله.
أولئك الَّذين يعتقدون أنَّ هناك أخطاءً في المبادئ الإلهيَّة وحتى أنَّهم يبرِّرون أفعالَ البشَرِ يرتكبون خطأً كبيراً. لا شكّ أنَّ أولئك الَّذين يستسلمِون للخطأ يكسرون جدارَ الحِماية الذي وضعَه العليُّ من حولِهم، وحتى رغمَ التَّبكيت السَّماوي، يصرُّون على خطأهم، وبالتَّالي يستبعِدون أنفسَهم من الحياة الأبديَّة. لذلك لا توافِق على الإجراء السَّيئ أبداً، ولكنْ صلِّ كي يُشفى النَّاسُ الأشرارُ.
أولئك الذين يَحكمون دون اعتبار أساسِ كلِّ شيء- كلمة الله- يرتكبون خطأً كبيرًا، سيكلِّفهم بلا شك ثمناً باهظاً. في نظامنا القانوني، من أجل إصدار الحُكم بالإدانة أو البراءة، يجب أن يعرف القاضي القضيَّة بأكملِها حتى لا يَدين البريء ويبرِّئ المُذنب. ليس نافعٌ أبدًا أن ندينَ، لأنَّنا إذا فعلنا ذلك فسوف يُحكم علينا (لوقا37:6)؛ الربُّ هو الوحيد القادر على الحُكمِ.
إنَّ تبرئة الأشرار وإدانة الأبرياء ليس خطأً بسيطاً. فهو السَّماح للشِّرير باستخدامك. إذا حدث هذا، فستكون مكروهًا في عيني الآب. إذا قام أيُّ شخص برفع دعوى قضائيَّة، صلّ وابحث في الكتاب المقدَّس لتجدَ ما يقوله القدير عن مثل هذا الموقف. ثمَّ تُبدي رأيك بعد معرفة الحقّ، لكن دَع الربَّ يحكم على هذه القضيَّة.
لماذا تدخل في أمرٍ لا يعنينك؟ كُن حكيمًا وتجنّب المضاعفات على حياتك اليوم وفي الأبديَّة أيضًا. لم نتحوَّل إلى قضاة، بل مبشِّرين بالحقّ. لذلك، إذا كان عليك أن تتحدَّث عن شيء ما، فافعل ذلك وفقًا للكتاب المقدَّس وتحت مسحة الرُّوح القدس. بهذه الطريقة تُرضي الله وتُكافأ. تجنَّب تحميل نفسك مسؤوليَّة أخطاء الآخرين.
يخسرُ إحسانَ الله كلُّ من صار مكروهاً له. وبالتَّالي لن تُسمع صلاة هذا الشّخص ولن تُستجاب بعد الآن. احذر من الوقوع في التَّجربة، ولا تسمح لنفسِك بأن تنجرف بعيدًا في مؤامرات العدوِّ. ابقَ ثابتًا في وضعِك كخادمٍ، مطيعًا لصوت الله. لماذا تدفع ثمنَ شيء لا يعنيك؟ إن كنتَ حكيماً يفرح قلبُ الربِّ بك (أمثال15:23).
سوف تُدعى ابناً لله إذا كنتَ صانعُ سلامٍ (متى9:5). أولئك الذين يسكبون الوقود في نار الفِتنة لن يفلتوا من العقاب. يجب أن تكون ثيابك بيضاء في جميع الأوقات وفي كلِّ الأحوال. وهكذا لن تُستَبعد عن محضر الآب. صلاتي ليحفظك بمحبَّته وحكمتِه دائمًا!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز