رسالة اليوم

18/12/2016 - أهَميّة التضرّع

-

-

فَقَال الرَّبُّ: قَدْ "صَفَحْتُ" حَسَبَ قَوْلِكَ (عدد 14: 20).

 

للصَّلاةِ التّشفُعِيةِ قُدرةٌ عَظيمةٌ جِداً أمَامَ الرَّبِ. فَقد تَوسَّل مُوسى للرَّب عِندمَا ظَنَّ أنهُ لْيسَ مَخرجٌ بَعدُ لبَني إسْرائيل. وهَذا مِثالٌ حَيٌّ بِأنَّ إلهَنا يَسمعُ لخُدَامِهِ، عِندمَا يُصلّونَ بِتشفعٍ مِن أجلِ الْخُطَاةِ والبَعِيدين عَن الرَّبِ. لأنَّ الحِرصَ عَلى فِعْلِهَا دَائماً يَجْعَلُ الرَّبَ يَتحرَّكُ مِنْ أجْلهم.

يَجبُ أن يَفهمَ كُلُّ مَنْ يَشعرُ أنَّ الرَّبَ يَدعُوهُ ليُصَلي بِتَشفُّعٍ، أنَّ لدِيهِ خِدمةٌ عَظيمةٌ مِنْ أجَلِ البَعيدينَ، ويَجبُ أن تُنفَّذُ عَلى أكَملِ وجهٍ. لأنَّ الخَادِمَ لدِيهِ سُلطانٌ مِن الرّب، ليُدافعَ بهِ عنْ الاشخَاصَ الَّذينَ اخْترقَ حَياتَهُم الشَّيْطان، ويَحْتاجونَ لِسَدِّ هَذهِ الثَّغرةَ الَّتي أحَدثهَا الشِّريرُ. وعِندمَا يُنفِّذُ المُصَلّي مُهمّتَهُ، َيجدُ نَفسهُ قَدْ اكتشفَ كلماتٍ وبَراهينٍ، لمْ يَكنْ يَعرِفها مِن قَبْل، وسَيحقّقُ النَّجَاحَ عِندمَا يَتْبعُ تَوجيهَاتِ الرَّبِ الإلهِ.

نَدرسُ هُنا أنَّ الرَّبَ قال لمُوسى أنَّهُ سَمِعَ لطَلَبهِ، وأكّدَ لهُ أنّهُ قَدْ غَفرَ للشَّعْبِ. فإن كانَ مُوسَى عَبدُ الرَّبِ لمْ يتَوسَّلُ اليهِ بالطَريقةِ الصَّحِيحةِ، لكَانَ الرَّبُ أهَلكَ جَميعَ الَّذينَ خَرجوا مِن مِصر، وجَعلَ مِن نَسلِ مُوسى فَقط شَعْباً لهُ. لأنّهُ في الحَقيقةِ لمْ يَكنْ هُناكَ مَخرجٌ آخرٌ للعِبرانيينَ، ولكِنَّ، صَلاةَ مُوسى التَّشفعيةِ غَيَّرت الوَضعَ تماماً.

نحَنْ ُنَستطيعُ أن نَقودَ المَلايينَ إلى مَلكوتِ السَّماءِ، فَلو أن شَعبَ الرَّبِ صَّلى وتَرجَّى الرَّب بِحسبِ مَشيئتهِ، ومَا يُعلنهُ لهُم فِي كَلمتهِ المُقدسةِ، سَيسمعُ الرَّبُ لهُم، ويُحرِّرُ الَّذينَ يَعيشونَ في الخَطيةِ والشُّرور. وبِهذا نُعطِيهم فُرصةً لمَعرفةِ يَسُوع.

الصَّلاةُ والتَوسَّلُ مِن أجلِ الْخُطَاةِ عَملٌ عَظيمٌ يَجبُ تَنفيذُهُ بكُلِّ شَجاعةٍ وبلا خَوف، وكُلّ مَن يُنفِّذُ عَملهُ بِهذهِ الطَريقةِ، سَيرى الرَّبَ يُغيّرُ حَياةَ أشَخاصاً، ويَصفحُ عَنْ خُطأةٍ، ويَشفي مَرضى، ويُعْطي فُرَصاً جَديدةً لكُلِّ الخُطاةِ والضَّالينَ، الَّذينَ فَقدوا الأملَ بقُبولِ الرَّبِ لهُم.

قُم بإنجَازِ مُهمَّتِكَ في جَسدِ المَسيحِ بإيمَانِ وتَصميمِ، ولا تَخف مِن الوقُوفِ أمَامَه و رفْعِ طِلباتٍ وتَضرُعاتٍ من أجلِ الضَائعين، واسْتخدم كَلمةَ الرَّبِ لِذلك. لأنَّهُ مَن يُجاهِدُ بِسلاحِ البرِّ، سَوفَ يَرى قُوة الله تَعملُ في الَّذينَ تَباركوا بِصلواتِهِ.

مَهمَا كَانت الخِدمةُ التي يُعطيهَا لنا الرَّبُ، عِندمَا نُمارِسُها سَنرى أنَّ هَذا هُو مَا يحسنُ في عَيني الآبِ القدُوس، وحِينَئذٍ، سَننالُ النَّجاحَ، عَالمينَ أَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتنا ( نحميا 8: 10). فاسْتَعمِل خِدمةَ الصَّلاة التّشَفُعيةِ، وكُنْ بَركة لكُلِّ المُتْعبين، لأنَّ كُلَّ عَملٍ يَتمُّ بِإيمانٍ يُثْمر.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز