-
-
لِمَاذَا فِي يَدِ الْجَاهِلِ ثَمَنٌ؟ أَلاقْتِنَاءِ الْحِكْمَةِ وَلَيْسَ لَهُ فَهْمٌ؟ (أمثال16:17)
إنَّ الذي يظنُّ نفسَه كالأفضل في العالم يكونُ أحمقاً، حتى لو كان يرتاد أفضلَ كنيسةً، ويحمدُ اسمَ الربِّ، ويطلب أشياء صالحةً. هذا الشَّخص يعيش مثل الخطاة دائماً: لا يضيّع فرصة للخطيئة أبدًا. كلُّ من يجد المسيح يجدُ الحياة. ولكن إذا لم يكرِّس نفسه ويطلب الحكمة الإلهيَّة، لفهم الوحي الإلهيّ، فسيكون قد فقدَ أفضل فترةٍ من أيَّامهِ.
حتى لو أظهرَ شخصٌ ما حماسَه الكبيرَ أثناء الصَّلاة، ممَّا يعطي انطباعًا جيّدًا لدى النَّاضجين في الإيمان، فإنَّه يخدع نفسَه إذا لم يفهم كيف يعمل العالم الرُّوحي. يجب أن يفهمَ ما يجب أن يفعلَه حتى تعمل القوَّة الإلهيَّة لصالحهِ ويتحرَّر من هجمات الشِّرير. ما فائدة أن ندعو الربَّ إلهنا إذا لم نمنحَه في الواقع الفرصة ليباركنا؟
إنَّ عدم فهم الكتاب المقدَّس يجعلك تعتقد أنَّك لن تَهزم قوى الشَّر إلَّا بالصَّلاة. هذا يدلُّ على موقفِ جُهدٍ وطاعة للربّ. ولكن إذا كنتَ لا تعمل وفقًا للكلمة، فلن تصلَ صلاتُك إلى الربّ. ثمّ بعدَ الانتظار وفِعل ما تعتقد أنَّه صحيحٌ، سترى أنَّ كلَّ هذا كان بلا قيمة. يجب استخدام إيماننا بيسوع بحكمة حتى نتمكَّن من هزيمة مملكة الظَّلام.
يجب أن تتصرَّف كرجلٍ حكيمٍ لكي يستجيبَ الله لك- مستنيراً بالكلمة، يعرفُ كيفيَّة التَّعامل معها بنجاح. وهكذا ترى سرَّ نجاح إخوتنا في الماضي، الذين لم يَخسروا أيَّة معركة، حتى لو بدا الأمرُ مستحيلٌ. لا يُمكن لقوَّة الربّ أن تعملَ لصالح الذين لا يعرفون كيف يتمَّ العملُ الإلهيّ.
يمكنك أن تبذل جهدك في الصَّوم والصَّلاة كي يُساعدك العليُّ على هزيمة الشَّر. ولكن لن يُسمع صوتك بسببِ ما تبذله، ولكن لأنَّك تستخدم الموارد من الكلمة التي قدَّمها القديرُ. إذا لم تمشِ بحكمةٍ في الطريق، فلن تفهم ثمنَ قيمة الحكمة. لكن يجب أن تعلم أيضًا أنَّ الربَّ يمنح الحكمة بسخاءٍ (يعقوب5:1).
إذا لم تتخلَّص من الخطيئة، فإنك تتعثَّر في طريق الشَّيطان الذي أغواك لتصبح خادمًا له. لذلك على الرُّغم من أنَّك قد تطلب الرَّحمة الإلهيَّة أو تتوسَّل طالباً إيَّاها أو تنتظرها، فلن يحدثَ شيء. تُعلن الكلمة أنَّ خطايانا تسترُ وجه الربِّ فلا يسمع لنا، وإثمنا يفصِلنا عنه (أشعياء59: 2). استمِع لِما يكشفه الكتابُ المقدَّس، وكُن حكيمًا.
اطلب الفهم لتحصلَ على الحِكمة. الثَّمن هو أن تولي اهتماماً فقط لله للعليّ؛ ولن تتعثَّر أبدًا. إنَّ ذاك أسهل ممَّا يبدو، فالقدير لن يستجيب أبداً للَّذي لا يحبّه (أي23:14). قرارك بشأن ما تعلَّمته هنا يمكن أن يغيِّر حياتك للأفضلِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز