-
-
اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ. (أمثال17:17)
الصَّديق الحقيقي لا يَهرب في أوقاتِ الشِّدة، كما هو الحالُ عندما يستسلِم شخصٌ ما للخطيئة أو يتَّخذ قرارًا مخالفًا للإرادة الإلهيَّة. سيدخل إلى محضرِ الآب ليطلب كلمةً تساعد صديقَه على العودة إلى الشَّركة مع العليِّ. لا أحدَ يسقط بالصُّدفة، لكنَّ النَّاس يسقطون ببطءٍ في تضليلِ أعمالِ الشَّر، وعندما يُلاحظون ذلك، يكونوا قد وَقعوا في شركِ التَّجاربِ.
الصَّديق الحقيقي يشعرُ بألمِ فقدان الشَّخص العزيز عليه. لذلك من المهمّ أن تطلب الله كي يحرِّره من شراك الشَّر. بينما لا يتأثَّر الغير أمينٍ بموقف صديقِه ويتصرَّف وكأنَّه لا يعرفه أبدًا. نرى مثالًا للصَّداقة في الأخ أبفراس، الذي أثبتَ صداقته ومحبَّته لإخوتِه، مجاهدًا في الصَّلاة حتى ينالوا النَّصر.
هناك تجارب لم يثبتْ أمامَها الكثيرون في المرَّة الأولى. ثمَّ يتخلَّون بدلاً من الاستعدادِ لعدم السُّقوط التَّالي. ولكن إذا وُجِد لدينا صديقٌ مخلصٌ يوبِّخنا ويطلب التَّوجيه الإلهي في كيفيَّة التَّعامل أثناء المعارك، فإنَّه يدخل المعركة ولن يستسلِمَ حتى يكونَ في مأمنٍ من مناورات الشَّيطان. سيتمّ تقويم الكثيرين في الإيمان إذا كانوا محبوبين حقًا.
أولئك الذين يكرِّسون أنفسَهم للتَّشفع من أجل الضُّعفاء الَّذين يمرُّون بالتَّجارب يَرون أنَّ الله نفسَه يمسحَهم بقدرة أكبر من قوَّتهم، حتى يتمكَّنوا من القيام بالعَمل الذي يُرضيه. من الواضح أنَّ الربَّ لا يريدُ لأحدٍ أن يَهلك. لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ (يو16:3). لذلك استثمِر كلَّ ما لديك من أجلِ "انتزاع" شخصٍ ما من السُّقوط.
أحياناً وخلالَ في عمليَّة التَّقديس، لا نكون ثابتين في الإيمان. الصَّديق الحقيقي لا يعتبر هذا كي يتَّهمنا، لكنَّه يجد كلمة تشجيع لمساعدتِنا. يبذلُ جهدَه في محاولة إبعادنا عن فِخاخ الشِّرير. من يحبُّ حقًا، بدون مصالح قذرة أو أنانيَّة، يفرح فقط عندما يعود الشَّخص بصدقٍ وحقيقة إلى الإيمان.
هناك دائمًا من يتصرَّف مثل الأخ بين الأصدقاء المُخلصين، يصرخُ للربِّ، يتمخَّضُ بالرُّوح القدس بأنَّاتٍ لا يُنطق بها، كأنَّه ضعيفٌ لا يستطيع المقاومة. يتصرَّف الشَّفيع الحقيقيُّ كما فعلَ موسى لإسرائيل أكثر من مرَّة (خروج 32، 32). الشَّفاعة من أجملِ الأشياء، فهي تجعلُ الكثيرَ من النَّاس يعودون إلى بيت الربِّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز