مُحِبُّ الْمَعْصِيَةِ مُحِبُّ الْخِصَامِ. الْمُعَلِّي بَابَهُ يَطْلُبُ الْكَسْرَ. (أمثال19:17)

هناك أناسٌ يحبُّون الخِصَام. يتشاجرون وأحيانًا يتقاتلون، لأنَّهم يحبُّون إظهار وجودِهم إلى الجانب الصَّحيح. ولو كان الأمرُ لهم، لَما رغِبوا بكشفِ خطأِ اعتقادهم، بل سيفعلون كلَّ ما في وِسعهم ليكونوا على حقٍّ في أيِّ مسألة دائماً. ولكنَّ التَّعدي الذي تشير إليه الكلمة المقدَّسة هو أكبرُ بكثيرٍ من أيَّة خلافات: إنَّه يتعلَّق بأمرِ العِصيان الأبدي.

بدأ السُّقوطُ الكبيرُ في جنَّةِ عَدنٍ عندما خدعَ الشَّيطانُ آدم وحوَّاء (تك 3: 1). اليوم، هناك الكثيرُ من النَّاس الَّذين خُدِعوا وأصبَحوا جزءًا من هذا السُّقوط الهائل، والذي سيكون له نهاية كارثيّة. يجب أن يكون أولاد الله حكماء وألَّا يدخلوا في هذه الحالة التي جلبت العدوَّ إلى عالمِنا، وبالتَّالي سبَّبت انفصالِنا عن الآبِ.

الحكماءُ- أولئك الذين يخشونَ الله - يكونون دائمًا في حالةِ صَحوٍ، ففي اللَّحظة التي يتلقَّون فيها عرضًا، يَسعون إلى اتِّباع شهادة الله. ثمَّ بحكمةٍ من العليِّ، يبتعدون حتى لا يتأثروا بغواية الشِّرير. بالنِّسبة لأولئك الذين يتمِّموا الكلمة الرَّائعة، فلا يوجد سوى سلامٌ إلهيٌّ. وبالنِّسبة للأشرار- أولئك الَّذين لا يخافون الله- لا يعرفون السَّلام أبداً.

دافِع عن نفسِك أمامَ اقتراحات الشَّيطان، كما فعلَ يسوعُ في البرِّية. كما هو الحالُ دائمًا، استخدمَ أميرُ الظَّلام الكتاب المقدَّس بطريقة ملتوية، ولا يزال يفعل ذلك في محاولةٍ لخداع المؤمنين. الطريقة التي يتصرَّف بها هي نفسها دائمًا، وهي تجلبُ التَّشويشَ إلى عقلِك. العدوُّ خبيثٌ لدرجة أنَّه يُدنِّس النَّاس بسهامهِ السَّامة عندما يستمِعون إليهِ، وبأدنى قدرٍ من الاهتمامِ. ابتعِد عنه!

لقد نجحَ الشَّيطانُ في خداعِ الكثيرِ من النَّاس. في الحقيقة يؤدي عدمُ الاستعداد إلى قيام الكثيرين من غير الحُكماء إلى فحصِ أساليبِهم ليعطوا القيادة لأبي الكَذب. وبالتَّالي يفقدون مخافة الله بمجرَّد سقوطِهم، وتناوُل الثَّمرة المحرَّمة، كما فعلتْ حوَّاءُ. فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ (تك6:3).

لا تفتح بابك أبدًا لشَخصٍ لم يُرسله الربُّ، ولا تمدَحه مطلقاً، فقد يكون سببَ خرابٍ لك. تبحث الشَّياطينُ عن أناسٍ كي يخدعوهم ويُبعدوهم عن طريقِ الخلاص، كي يقودوهم إلى الهلاكِ الأبدي. يجب أن تكون حذرًا لئلَّا تُضلّل، لأنَّ من فتحَ باباً للشَّيطان، سيستمِع يائِساً إلى إدانتهِ في يومٍ من الأيَّام. وحتى لو تابوا، فلن تكون هناك مغفرةٍ.

أنت ترضي الله عندما تهدأ وتتركه يتصرَّف (خروج 14، 14). الصَّمتُ يعني عدمَ استخدام حِجَجك الخاصَّة، والسَّماحُ للربّ بالعمل يعني استخدام ما يقوله في كلمتِه. يمكنك التَّوقف عن معاناتك بشكلٍ كاملٍ إذا استخدمت الكتاب المقدَّس وآمنتَ بما سيتمُّ تحقيقه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز