-
-
الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ لاَ يَجِدُ خَيْرًا، وَالْمُتَقَلِّبُ اللِّسَانِ يَقَعُ فِي السُّوءِ. (أمثال20:17)
هناك نوعان من النَّاس يضطربون بشدَّة- الأولُ هو الفاسدُ والآخر ذو القلب المُخادع. لكن لماذا يتبنَّى المرءُ الانحراف والباطل؟ إنَّه سؤال لا يستطيع إجابته الَّذين ذاقوا محبَّة الله. لا يشير الربُّ إلى الضَّالين هنا، لأنَّهم مدانون مسبقاً، إلَّا إذا اهتَدوا حقًا وتركوا أيدي الشَّيطان؛ إنَّه يشير إلى أولئك الذين يدعون أنفسَهم مُخلّصين ولكنَّهم يتصرَّفون كما يعلّمهم العدوُّ.
ما أتعسَ الذين لا يسمَعون كلام الله! عندما يفعلون ما يريدون - وبالتَّالي يدينهم الكتاب المقدَّس في كثيرٍ من الأحيانِ -، يُثبت هؤلاء النَّاس أنَّهم لا يحبونَ الربَّ. الآن، نحنُ مدعوون لنعيش الخطة الإلهيَّة، وليس خطَّتنا الشَّخصية. من لا يستمِع إلى صوت الكلمة لا يمكن أن يكون جزءًا من مشروع الربّ الأبديّ، لأنَّه لا يعرف كيف يتمّم الإرادة الإلهيَّة، ويطيع العدوَّ بدورهِ.
إذا فهمَ أعضاءُ جسَد المسيح أن التَّصرُّف حسَب أفكارهِم الخاصَّة يعني أنَّهم لا يسلكون حسب إرشادِ الربّ، فلن يفعلوا شيئًا دون التَّأكد من حصولهم على ختمِ الموافقة الإلهي. هذه ليست مجرَّد عناية يجب أن يتمتَّع بها الأشخاص المخلَّصون ولكنَّها جوهر موقف الخدمة. لا أحد يشارك العليُّ مجدَه، وهذا أيضًا للَّذين يسمُّون أنفسهم خدَّامه. عندما نفي بما أمرَنا به، يجب أن نعترف بأنَّنا عبيد بطَّالون.
يجب أن يكونَ هدفُ حياتِنا أن نسترشد بفكرِ الربِّ، لأنَّ ذاك يجلب لنا بركاتٍ كثيرة. الآن القيام بما نعتقد أنَّه صوابٌ أمرٌ جادٌّ، لأنَّنا لا نتصرَّف بتلقاء أنفسِنا، بل نكون محكومين من قِبلِ العدوِّ، الذي سوف يسلبُ سلامَنا. من يصرُّ على أنَّه يستطيع أن يخدمَ الله كما يشاء سيكتشف لاحقًا أنَّ عِناده فصَله بعيداً عن الخير. لا تحكم حسبَما حدثَ لك أو لأقاربك، بل بما يقوله الآبُ.
لا يهمّ مدى سعيِك لتكريسِ نفسِك كي تفعل ما تعتبره هدفَ الربِّ في حياتك. فعندما تلبي رغباتك الخاصَّة- التي تأتي في الواقع من الشِّرير (وهذا يتحقَّق عندما تكون شهوتك ضدَّ إعلانٍ كتابي) - فإنَّك تفتح البابَ للشَّيطان. لذلك قُمْ بتحليل مواقفك في الماضي، والتي كانت تتعارض مع ما قالته كلمةُ الله لقلبِك، وارجِع لطاعتهِ مسرعاً.
ابتعد عن أولئك الذين يستخدمون شفاهَهم ليباركوا الآخرين، ولكن عندَ استفزازهم يلعنون النَّاسَ ويقولون أشياء لا يرضى اللهُ عنها. هذا النَّوع من الأشخاص ليس مستعدًا لتحقيق الخطَّة الإلهيَّة. من له لسانُ غشٍّ يقع في الخطيئة وبالتَّالي لن يُؤذَن له بتنفيذ العملِ على الرُّغم من أنَّه قد يكون من أولوياتهِ.
إنَّ الذي لا يحترم الحقوقَ التي أتى بها الربُّ لنا لا يُمكنه أن يخدم الله، وبالتَّالي لا يمتلك الشُّروط المُناسبة ليكون خادمًا للعهدِ الجديدِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز