-
-
وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ، وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَدَعَا الرَّبَّ فَأَجَابَهُ بِنَارٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ. (أخبار الأيام الأول26:21)
ذهبَ داودُ إلى أُرنان لشراءِ بيدر وبناء مذبحٍ لله تبعًا لأمرٍ إلهي. إذ كان داودُ قد أخطأ عندما أجرى إحصاءً لشعبهِ، لكنَّه علِمَ أنَّ شعبهِ يدفعُ ثمن شيءٍ لا علاقة له بموقفهِ. تلقَّى ملاكُ الربِّ أمرًا من الله بالتَّوقف في اللَّحظة التي كان فيها على وشكِ تدمير أورشليم. ثمَّ سمِعَ داودُ التَّعليمات الخاصَّة ببناء مذبحٍ، ففعل ذلك.
أهميَّة عبادة الربِّ عظيمة ودائماً تعود بالنَّفع على الجميع. يُمكننا مقارنة هذا الفِعل بالطِّفل الذي يتغذَّى من حليب الأم. فعندما تنزل المَسحة، ونقدِّم التَّسبيح اللَّائق للعلِّي، تستخلصُ أرواحُنا من حضوره التَّغذية الرُّوحية التي نحتاجها لنتقوَّى ونحارب العدوَّ.
يجب أن يُبنى مذبح العبادة الإلهي وفقًا لتعليماتهِ الواردة في الكتاب المقدَّس. ما حدث في الماضي كان رمزيًا. أمَّا الآن فيُبنى المذبح الحقيقي في قلوب وحياة النَّاس يومًا بعد يوم. وعندما يتمّ عملُ إعادة الخَلق فينا، سنكون العابدين الَّذين يطلبهم الآبَ، فنعبده بالرُّوح والحقّ (يو23:4).
وبما أنَّ المذبح ليس ماديًّا في الوقت الحاضر، فيبدو أنَّ الله غير محسوسٍ بالنِّسبة لمُعظم النَّاس. أمَّا الَّذين يعيشون بالرُّوح فيلاحظون حضورَه في نواحٍ عديدة، مثلَ كيفيَّة تفاعلهم مع النَّوايا الشِّريرة، وفي حلاوةِ حديثهم، وفي صرامة القرارات. المؤمنُ الحقيقيُّ لا يَضع حياته على المذبح. ولكن مذبحَ العليِّ يسكن في حياته. لذلك يتمتَّع المؤمنُ بقوَّة ضدَّ الشَّر.
نقدم للربِّ ذبائح يوميَّة. فعندما نرى شخصًا مضطهدًا من قِبَل العدوِّ، نصلِّي من أجلهِ على الفور. وعندما نتأذَّى، لا نلعن ولا نمتلئ بالمرارة، لأنَّنا نعلم أنَّ الشَّيطان يستخدم الكثيرين ليؤذينا. عندما ندعو العليَّ، تأتي إجابته بالنَّار، وسيكون لدينا شعورٌ حارٌّ داخلَ قلوبِنا.
إنَّ تشييد المذبح هو أكثر من مجرَّد بناء حِصنٍ. بل ذاك يعني الوصول المباشر إلى الربِّ. لا بدَّ أنَّ الَّذين كانوا بالقُربِ من داود قد فوجِئوا برؤية الطريقة التي استجابَ بها الله، ولذلك خافوه ولم يُنسى هذا أبدًا، وأصبح درسًا للكثيرين ألَّا يُعارضوا إرادة الآب.
بنى داودُ المذبح حسبَ التَّوجيه الإلهي حتى يتوقَّف القتلُ في إسرائيل. كانت علامة على أنَّهم دخلوا في عهدٍ مع الربّ. وعندما رأى النَّار تسقط، علِم أنَّ صلاته قد قُبِلتْ، ولن يُقتَل شعبُه بعد الآن. قد يحدثُ هذا لك أيضاً!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز