-
-
لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ، لأَنَّ رَبًّا وَاحِدًا لِلْجَمِيعِ، غَنِيًّا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. (رومية12:10)
لقد خلقَنا الخالقُ جميعًا على شبههِ وهو يُعاملنا بشكلٍ متساوٍ. لذلك لا تحتقر شخصًا أبداً ولا تميِّز شخصًا عن آخر. لا يهمّ لونُ البشرة، أو الأصلُ، أو كيف عاشَ الشَّخص حتى وجدَ يسوع، أو حالته الثَّقافية أو الماليَّة أو الاجتماعيَّة. حتى الَّذي أساء إلى نفسِه، لأيِّ سببٍ كان يجب احترامه، فما دامَ الله قد دعا هذا الشَّخص، فمن يقدرُ أن يُغلق البابَ؟
من ناحيةٍ أخرى، لا تدع أحداً يزدري بك. فبالنَّتيجة أنت ضِمنَ خطَّة الربِّ، كما أنتَ، ووفقًا للإيمان الذي أعطِي لكَ. أولئك الَّذين لا يعطونَ لأنفسِهم القيمة كما خلقهم الله، سوف يُسألون عمَّا فعلوه بالكلمة التي تلقّوها أمامَ عرشِ الدَّينونة في يومٍ من الأيام، لأنَّهم لم يتصرَّفوا وِفقًا لها. لذلك احذروا حتى لا تقعوا في الدَّينونة.
الله ربُّ الجَميع ويحبُّ الجميعَ. لذلك فهو يهتمّ بالجميع ويطلبهم إذا قرَّر العدوُّ أن يلمِسهم. سيَرفع العليُّ رايتَه ويُحارب عنَّا عندما يتعرَّض شعبَه للهجوم، لأنَّهم مُلكٌ له. تمامًا مثلَ أيِّ شخصٍ، لا يحبّ أن يرى أصدقاءه يتعرَّضون للهجوم أو الإساءة، كذلك القديرُ أيضاً. إنَّه رائعٌ!
الآبُ السَّماوي غنيٌّ للجميع، ممَّا يَعني أنَّ لديه الموارد لتلبيةِ احتياجاتِ الَّذين يطلبون وجهَه. لا تنقصه القدرةَ والقوَّة أو الإرادة لمساعدة أيِّ شخصٍ. البعضُ على سبيل المِثال، يصلُّون حتى بشكلٍ صحيح، ولكن بعد الصَّلاة، لا يؤمنون أنَّ الله سيُنقذهم أو يَحميهم. وبالتَّالي، لا يستطيع أن يفعلَ شيئًا. فقط أولئك الَّذين يؤمنون سيرون مجدَ الله.
من الضَّروري أن تدعوَ العليَّ، تصرخُ حتى تنهارَ أعمالُ الجسَد، وتزول الإغراءات، ويكون لديك الظَّرف المُناسب لنوال البركة. فقط من يعرفُ الحقَّ، ويُدرك ما يُكشف له، سيتحرَّر به. لا فائدة من الصَّلاة بكثرة الدُّموع والطلبات، لأنَّ صلاة الإيمانِ هي التي تجعل الله يدخلُ في العَمل.
لذلك، لماذا لا تغيِّر حياتك وتصبح شخصًا نظيفًا ومزدهرًا؟ إذا لم يستطِع اللهُ إجراء التَّغيير المطلوب فيك، فهذا يعني أنَّه لا يملك القوَّة؛ ولكن هذا لن يحدثَ أبدًا. إنَّه ربٌّ لكلِّ الَّذين يصرخون إليه، سواءً كانوا متديِّنين أم غير ذلك. عندما يدعونا لنكون خدَّامه، فإنَّه يتوقَّع منَّا أن نستخدم قوَّته من أجل تحقيقِ مشيئتهِ.
استيقظوا أيُّها الإخوة الأعزَّاء على هذه الحقيقة: الإيمانُ الذي يُعطيكم الله إيَّاه هو ما تحتاجونَه لتصبحوا بركةً عظيمةً. من الآن فصاعدًا، لا تفقد الشَّركة مع الربّ أبدًا (وهذا يتمّ بالإيمان). وبالتالي سيبقى العدوُّ بعيداً عنك. لا تنسوا أنَّه يبارك بوفرة أولئك الَّذين يطلبون مساعدَته.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز