-
-
بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. (مزمور2:103)
لقد فهمَ كاتبُ المزمور أنَّ بركة الربِّ ستمنحَه أثمنَ موهبةٍ إلهيَّة: عطيَّة تعزِّيةٍ لنفسِه وللآخرين. فلا يجب أن ينسى أبدًا أيًّا من العطايا التي مُنِحَت له. وكلَّما شكرَ كاتبُ المزمور لأجلِ هذه الفوائد، كان يتذكَّر القدرة المقدَّسة التي قدَّمها العليُّ لحلِّ مشاكلِنا. فهو لا يُريدنا أن نعيشَ تحتَ ظلمِ الشِّرِّير.
يعزِّينا الآبُ السَّماوي في كلِّ ضيقِنا، حتى نعزِّي الَّذين هم في ضيقٍ أيضاً (2 كور4:1). لذلك حاوِلْ أن تتذكَّر ما حدث لكَ من حينٍ لآخر، ولاحظ أنَّ موهبة حلِّ المشكلاتِ موجودةٌ فيك أيضًا. لذلك استخِدم هذه القدرة إذا كنتَ تمرُّ بأيِّ مِحنةٍ.
إنَّ الله منحَنا أن نكونَ أطباءً نتغلَّب على كلِّ هجومٍ شرِّير إلى جانب شفائِنا وحلِّ صعوباتنا، وبالتَّالي، يُمكننا إنقاذ أنفسِنا من أيّ شيءٍ يُزعجنا. الآن، إنَّها بركة لا يُمكننا نسيانها عندما نستخدم القوَّة الإلهيَّة لإيجاد استجابةٍ للخروج من معاناتِنا. وهذا يُثبت أنَّ هناك حلَّاً لِما يعانيه الإنسانُ. هذه إحدى أفضل الطُّرق لتكون في شركةٍ مع الآب.
لا تتأثَّر بالظُّروف عندما تمرُّ بأيَّة تجربة، أو تجتاز سِلسلة من المشاكل التي يُرسِلها العدوُّ. فبالإضافة إلى أنَّ ه يجلب الشَّر إلى حياتك، فإنَّ الشَّيطان يتصرَّف حسبَ صفاتَه: يكذب. وسوف يصرُّ على حقيقة أنَّ وضعكَ طبيعي وأنَّ كلَّ النَّاس يمرُّون بمشاكل معيَّنة. ولكن لا تقبل هذا! فالَّذين وُلدوا ثانيةً في المَسيح تمَّ تحريرهم من فخاخِ الظلمة.
يقودُ الشِّريرُ الإنسانَ إلى التَّفكير في أمرٍ خاطئٍ، فيجعله يشعر بالمسؤوليَّة عن التَّجربة والتهميش أيضًا. بالنِّسبة لهذا الشَّخص، فإنَّ مواجهة التَّجربة هي مِثل ممارسة الخطيئة. لذلك لم يَعُد يصلِّي ولم تَعُد لديه الشَّجاعة لتوبيخ العدوِّ، لأنَّه يشعرُ أنَّه قذرٌ فلا يستحقُّ أن يستخدمَه الربُّ. يُمكن لهذا النَّوع من التَّفكير أن يُبعد الشَّخص عن محضرِ الله.
لذلك لا تنسوا شيئًا من حسناتِ الربِّ، وكلَّما عادَ الشَّيطانُ بمقترحاتٍ لا أخلاقيَّة أو بضعفٍ معيَّنٍ أو أيِّ مشكلةٍ أخرى، استخدم موهبة التَّعزية واجعل العدوَّ يَهرب. يتوِّجك الله بالصَّلاح (فنّ فِعل الخير) والبرِّ (القدرة على إدانة الشَّر والتَّخلُّص منه). عليكَ أن تقرِّر ما ستحصل عليه وكيف ستعيشُ.
كُنْ معزِّيًا لأناسٍ أخطأوا أو كادوا أن يسقطوا، لأنَّك تمتلك موهبة التَّعويض والشِّفاء، منقذاً إيَّاهم من النَّار. وإذا لم تفعل شيئًا حتى الآن للمُصابين الَّذين عانوا من نفس الشَّر الذي حلَّ في حياتك، فاعلَم الآنَ أنَّ الربَّ قد أعدَّك للقيام بهذا العَملِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز