-
-
جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَنْظَرًا حَسَنًا فِي الْجَسَدِ، هؤُلاَءِ يُلْزِمُونَكُمْ أَنْ تَخْتَتِنُوا، لِئَلاَّ يُضْطَهَدُوا لأَجْلِ صَلِيبِ الْمَسِيحِ فَقَطْ. (غلاطية12:6)
هناك طريقة لن نقعَ من خلالِها في خداع الأشخاص الَّذين ليس لديهم التزامٌ بالحقِّ: انظر إلى طريقةِ عيشِهم. أولئك الَّذين يبالغون في طريقة لبسِهم ويتحدَّثون عن أنفسِهم، ويزدرون الَّذين لم ينجَحوا في الإيمان، هم بالتَّأكيد ليسوا معلِّمين صالحين. لذلك، فهم قادرون على أن يقودونا إلى مواقف تجلب لنا العارَ إذا لم نكنْ يقظين وحازمين فيما يقوله الله من خلالِ كلمتهِ.
المغرورون لا يمتلكون روحَ الربِّ، لأنَّه يقاوم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتَّضعين. قد يتظاهرون بأنَّهم يتمتَّعون بشخصيَّة جذَّابة للغاية، لكن هذا لا يعني أنَّ القوَّة الإلهيَّة تعمل فيهم. لذلك، لن تكون هناك رسالة من السَّماء على شفاهِهم، بل كلماتٌ مؤذية فقط.
يحبُّ الأشخاصُ المُختالون أن يَظهروا للآخرين أنَّهم حكماءً وناجحين. وهكذا، في بعض الأحيان، لا يمانعون في نقل رسالة كاذبة تخدم غرورَهم. الآن، من الخطر أن تتعلَّم من شخصٍ ليس لديه روحُ الله، لأنَّه اعتمادًا على مستوى خضوع هذا الشَّخص للعدوِّ، قد يُستخدَم لتدميرنا تمامًا. نبعُ ماءٍ عذبٍ لا ينبع ماءً مرَّاً.
ولئلَّا يتعرَّضوا للاضطهاد والتَّجاهل، يتكيَّف الفَعلة الزَّائفون مع أيّ عقيدة أو إجراءٍ اجتماعي. أولئك الَّذين ليس لديهم التزامٌ بالحقّ لا يفكّرون مرَّتين قبل أن يكذبوا. إن كان شخصٌ ما لا يحبّ يسوع، فهل سيحبّك؟ الإنسانُ الذي لا يريد أن يخدمَ الله قد أسلمَ نفسَه بالفعل للعدوِّ، وبالتَّالي سوف يستخدمه الشَّيطانُ متى شاءَ.
صليبُ المسيح فاصلٌ بين النَّاس. ومع ذلك، لا تعمل هذه الحقيقة من تلقاء نفسِها. فقط عندما تؤمن بالعمل الذي قام به يسوعُ، بموتِه على الصَّليب، فإنَّ الشَّيطان يجعل النَّاس الَّذين ينتمون لله يبتعدون عنك. ولكن لا ينبغي أن يكونَ هذا سببًا للتَّخلي عنهم، بل على العكس من ذلك، الاقترابُ منهم وقيادتهم إلى محبَّة الله هو الأجدر. يجب أن يكون الصَّليب شيئًا جذابًا لأولئك الذين لا ينتمون إلى الربّ.
لا يوجد سببٌ يجعلك تخجل من العَملِ الذي قام به الربُّ لصالحك عندما ماتَ في الجُلجلة. حيث تغيَّرتْ حياتك. بدون هذه التَّضحية، سيستمرُّ الشَّيطان في العمل كربٍّ لحياتك، ممَّا يجعلك تتألَّم. الآن أنت متحرِّرٌ من التأثيرات الشِّريرة بما أنَّك ملكيَّة إلهيَّة، وبالتالي، يجب أن تجعل إيمانك يتردَّد صداه في أماكن بعيدة.
أوصَلنا صليبُ المَسيح إلى الله، جاعلًا منَّا خدَّام التَّواضع والقداسة ومخافة الله. من خلاله أسلمَ يسوعُ نفسَه واشترانا للآب. لذلك لا يجب أن نخافَ ولا ننخدعَ بأكاذيب العدوّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز